أسهم كوريا الجنوبية تتصدر المؤشرات العالمية خلال 2025.. ومكاسب قياسية لـ "نيكاي" الياباني
شهدت الأسواق الآسيوية عاما استثنائيا في 2025، حيث سجل مؤشر نيكاي 225 الياباني ومؤشر كوسبي الكوري الجنوبي قفزات قياسية مدفوعة بطفرة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحولات سياسية واقتصادية بارزة، شهدها اقتصاد الدولتين، تحدت تداعيات الرسوم الجمركية وتداعيات الحرب التجارية التي أطلقها ترامب بمواجهة الصين، إلي جانب تفشي حالة عدم اليقين التي صاحبت الاقتصادات الكبري طوال العام.
أداء نيكاي 225 الياباني
أغلق المؤشر عند 50,339.48 نقطة بنهاية 2025، بينما كان قد أنهي تعاملاته عند 39,894.54 نقطة في 2024، ليسجل بذلك زيادة تاريخية تقارب نسبة الـ26%.
وبلغ نيكاي أعلى مستوى له خلال العام عند 52,411.34 نقطة، في شهر أكتوبر 2025، وذلك أثناء موجة صعود قوية مدفوعة بطفرة أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وهو رقم قياسي جديد لم يشهده منذ الثمانينيات.
أسباب صعوده التاريخي
هناك عدة عوامل ساهمت فى طفرة نيكاي، منها زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، حيث تشكل شركات التكنولوجيا أكثر من نصف وزن المؤشر، حيث يتم تقديرها بنحو 52.7%.
كما ساهمت سياسات التحفيز الاقتصادي التي أطلقتها رئيسة الوزراء الجديدة ساناي تاكايتشي بعد توليها المنصب في أكتوبر 2025، فى دفع المؤشر للأمام.
ولم تكن قرارات وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية ببعيد عن الصورة، فقد عززت تلك الأنباء المعنويات في انتعاش الأسواق الآسيوية.
ما التحديات التي واجهته؟
شكلت الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضها الرئيس ترامب، في هبوط بأكثر من 2,600 نقطة في أبريل 2025.
كما أججت المخاوف بشأن الوضع المالي لمجموعة سوفت بنك، بعد إعلانها صفقة استحواذ بقيمة 4 مليارات دولار على Digital Bridge، المخاوف بشأن مسار المؤشر وأدائه خلال الأشهر اللاحقة.
كوسبي الكوري الجنوبي
وغير بعيد عن الأسواق اليابانية، شارك كوسبي الكوري الجنوبي فى موجة الصعود التاريخي فى 2025. فقد سجل المؤشر ارتفاعات بنسبة 75.6% خلال العام، وهو أقوى أداء سنوي له منذ 25 عاماً. وكان المؤشر قد أغلق فى نهاية 2024 عند مستوى يقارب 2,400 نقطة فقط.
وتجاوز كوسبي مستوى 4,100 نقطة في ديسمبر، ليؤكد مكانته كأحد أبرز المؤشرات العالمية. بينما كان قد سجل أعلى مستوى خلال العام، عند 4,226.75 نقطة في ديسمبر.
ما أسباب الصعود؟
وتدخلت العديد من العوامل التي ساهمت فى طفرة كوسبي، فزيادة الاستثمارت من شركات الرقائق الإلكترونية بقيادة سامسونج إلكترونيكس وإس كيه هاينكس، إلي جانب ارتفاع الطلب العالمي على أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، خاصة مع توسع استخدام تقنيات HBM وارتباطها بشركات مثل إنفيديا فى تلك الزيادة التاريخية.
إضافة إلي تحسن المعنويات في الأسواق الناشئة مع تحول المستثمرين بعيداً عن الولايات المتحدة نحو آسيا، كلها كانت عوامل ساهمت فى تحفيز المؤشر صعوداََ رغم التحديات التي فرضتها الرسوم الجمركية الأميركية، والتوترات الجيوسياسية فى آسيا وأوروبا.
كما ساهمت إصلاحات الحوكمة التي أعلنتها الحكومة الكورية، لمعالجة ما يُعرف بـ"الخصم الكوري" الذي طالما أدى إلى تقييم أقل للأسهم الكورية مقارنة بنظيراتها العالمية، فى مسيرة صعود كوسبي.
عام جديد لأسواق آسيا
رسخ عام 2025 مكانة آسيا كمحرك للنمو بالقارة، فاليابان سجلت قفزة تاريخية في مؤشر نيكاي بفضل التكنولوجيا والتحفيز الحكومي، مع تغيرات حكومية سياسية طالت منصب رئاسة الوزراء.
أما كوريا الجنوبية فقد حققت عبر مؤشر كوسبي أفضل أداء عالمي منذ ربع قرن، لتؤكد أن أسواق آسيا ستسهم فى قيادة موجة النمو العالمية المنتظرة في ظل مشاركتها فى مسيرة التطورات فى قطاعات الذكاء الاصطناعي وصناعة أشباه الموصلات.
هذه الطفرات التاريخية قد تؤشر لمستهدفات جديدة للاقتصادات الآسيوية خلال 2026، ولكن تبقي التحديات الجيوسياسية وتداعيات الرسوم الجمركية، والحرب التجارية بين أميركا والصين بانتظار هذه النتائج المحققة خلال هذا العام الاستثنائي.
