الأسهم الآسيوية تواصل الارتفاع بدعم زخم نهاية العام وضعف الدولار
واصلت الأسهم الآسيوية مكاسبها لليوم الثالث على التوالي خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مدعومة بزخم قوي قادم من وول ستريت، في إشارة إلى أن موجة الصعود المرتقبة لنهاية العام في الأسواق العالمية بدأت تترسخ، وسط تراجع الدولار الأميركي وتزايد الرهانات على استمرار خفض أسعار الفائدة الأميركية خلال عام 2026.
وارتفع مؤشر «إم إس سي آي» لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 0.6%، بعد أن سجل مؤشر الأسهم العالمية إغلاقًا قياسيًا جديدًا، ما عزز شهية المستثمرين للمخاطرة في الأسواق الإقليمية. كما صعدت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل طفيف خلال التداولات الآسيوية، بعدما أضاف مؤشر «إس آند بي 500» نحو 0.6% في جلسة الليل، ليستعيد خسائر ديسمبر ويضع نفسه على مسار تحقيق ثامن شهر متتالٍ من المكاسب، وهي أطول سلسلة صعود منذ عام 2018.
وامتد الأداء الإيجابي إلى أسواق السلع، حيث واصل الذهب صعوده ليسجل مستوى قياسيًا جديدًا، محققًا رقمًا لافتًا بكسره الأرقام القياسية للمرة الخمسين منذ بداية العام، في ظل تراجع الدولار وزيادة الطلب على الأصول التحوطية.
وفي سوق العملات، ظل الين الياباني محور اهتمام المتعاملين، بعدما ارتفع لليوم الثاني على التوالي متجاوزًا مستوى 157 ينًا مقابل الدولار. وجاء ذلك عقب تصريحات قوية من وزيرة المالية اليابانية ساتسوكي كاتاياما، أكدت فيها أن بلادها تتمتع «بحرية كاملة» لاتخاذ إجراءات حاسمة إزاء تحركات العملة، وهو ما اعتُبر أقوى تحذير حتى الآن للمضاربين، خاصة بعد تراجع الين إلى 157.78 رغم قيام البنك المركزي الياباني برفع أسعار الفائدة مؤخرًا.
ومع تحسن أداء الين، واصل مؤشر الدولار تراجعه بعدما انخفض بنحو 0.4% في جلسة الإثنين، ما وفر دعمًا إضافيًا للأسهم والسلع. وقال رودريغو كاتريل، محلل استراتيجيات العملات لدى «بنك أستراليا الوطني»، إن الأجواء الإيجابية التي سادت جلسة نيويورك امتدت إلى جلسة آسيا، مشيرًا إلى أن الأسواق تتحرك في بيئة تداول هادئة قبيل عطلة عيد الميلاد، لكن الاتجاه المرجح حاليًا هو استمرار ضعف الدولار الأميركي.
وبعد عام قوي للأسهم العالمية، يتركز اهتمام المستثمرين على ما إذا كان هذا الزخم سيستمر خلال عام 2026. وتُظهر البيانات استمرار ارتفاع المراكز الاستثمارية في الأسهم، في وقت يحتفظ فيه مديرو الصناديق بمستويات منخفضة تاريخيًا من السيولة النقدية، ما يعكس ثقة نسبية في مواصلة الصعود، رغم المخاوف المتعلقة بارتفاع تقييمات أسهم التكنولوجيا.
وفي هذا السياق، يترقب المستثمرون مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مع تسعير الأسواق خفضين محتملين لأسعار الفائدة العام المقبل. وحذر ستيفن ميران، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، من أن عدم مواصلة خفض الفائدة قد يعرض الاقتصاد الأميركي لمخاطر الركود.
وعلى النقيض من الأداء الإقليمي الإيجابي، تراجعت الأسهم الصينية بعد أن خفض محللو «سيتي غروب» تصنيفها، مشيرين إلى ضعف توقعات الأرباح وآفاق النمو الاقتصادي، في حين رفعوا تصنيف تايوان بدعم ارتباطها القوي بسلاسل إمداد الذكاء الاصطناعي.
