الأسهم الآسيوية تواصل الصعود.. تفاؤل بنهاية عام قوية وتراجع الدولار
واصلت الأسهم الآسيوية موجة صعودها مع اقتراب نهاية العام، مدعومة بتراجع الدولار وتنامي الرهانات على استمرار المكاسب في ظل التفاؤل بقطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلى جانب الارتفاع القوي لأسعار الذهب والفضة نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وصعد مؤشر «إم إس سي آي» الإقليمي لليوم السادس على التوالي، مقتفيًا أثر الأداء القياسي الذي سجله مؤشر «إس آند بي 500» في وول ستريت خلال جلسة مختصرة قبيل عطلة عيد الميلاد. كما ارتفع مؤشر عالمي رئيسي للأسهم إلى مستويات غير مسبوقة، بينما تراجع مؤشر الدولار للجلسة الرابعة تواليًا ليستقر قرب أدنى مستوياته منذ أكتوبر.
وفي أسواق السندات، تراجعت سندات الخزانة الأميركية خلال التعاملات الآسيوية مع ارتفاع العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات إلى نحو 4.14%، في ظل سيولة محدودة نتيجة إغلاقات عطلات في بعض المراكز المالية، على أن يُستأنف نشاط أكبر خلال جلسة نيويورك.
الذهب والفضة كانا في واجهة المشهد؛ إذ قفزت الفضة في التعاملات الفورية متجاوزة 75 دولارًا للأونصة لأول مرة، فيما ارتفع الذهب بما يصل إلى 1.2% متخطّيًا 4500 دولار للأونصة، وسط بحث المستثمرين عن ملاذات آمنة بالتزامن مع ضعف الدولار وتنامي التوترات السياسية.
وتستند موجة التفاؤل الراهنة إلى ما يُعرف تاريخيًا بـ«صعود نهاية العام»، وهو النمط الذي يمتد عادة عبر آخر خمس جلسات من العام والأولى من العام الجديد. ويقول محللون إن الحماسة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب متانة أرباح الشركات الكبرى، تواصل دعم أسهم التكنولوجيا رغم الجدل القائم حول تقييماتها المرتفعة.
وفي مذكرة حديثة، أكد محللون لدى «سيتي غروب» أن البيئة الحالية «لا تزال مواتية لامتداد الزخم الإيجابي»، مع توقع استمرار استفادة شركات النمو الكبرى من تطبيقات الذكاء الاصطناعي خلال الفترة المقبلة. كما تراجع مؤشر التقلبات «VIX» إلى أدنى مستوياته هذا العام، ما يعكس ارتفاع شهية المخاطر.
على الجانب الآخر، اتجه النفط لتحقيق أكبر مكاسب أسبوعية منذ أواخر أكتوبر، بعد أن تابع المتعاملون تقارير عن حصار أميركي جزئي لشحنات فنزويلية، إضافة إلى ضربة عسكرية استهدفت مواقع لتنظيم «داعش» في نيجيريا، وهو ما عزز توقعات شح المعروض.
وفي أسواق العملات، تراجع الين الياباني بنحو 0.3% ليتداول قرب 156.22 مقابل الدولار، مع صدور بيانات تضخم أضعف من المتوقع في طوكيو، ما زاد من رهانات تأجيل أي رفع جديد للفائدة من جانب بنك اليابان. كما حدّد بنك الشعب الصيني السعر المرجعي لليوان عند مستوى أقل من تقديرات السوق بهامش كبير، في مسعى لإبطاء وتيرة صعود العملة بعد تجاوزها مستوى 7 يوانات للدولار في السوق الخارجية.
ومع اقتراب العام من نهايته، تبدو الأسواق العالمية في حالة مزيج بين التفاؤل والحذر: تفاؤل بدعم الذكاء الاصطناعي وقوة أرباح الشركات، وحذر من التوترات الجيوسياسية ومسار السياسة النقدية الأميركية خلال العام المقبل.
