الأحد 28 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
تحليل

الجنيه المصري راجع والدولار بينهار.. مفاجأة الحكومة اللي هتقلب الموازين.. سر ثقة السيسي في حسن عبدالله

الأحد 28/ديسمبر/2025 - 09:30 ص
الدولار والجنيه
الدولار والجنيه

رصدت بانكير، خلال الساعات الأخيرة، عدد من الملفات على الساحة المحلية والعالمية، التي تم نشرها عبر منصاتها المختلفة.

والبداية بأخبار وتوقعات سعيدة عن مستقبل الجنيه في 2026.. مصر خلال السنين اللي فاتت عانت من ضغوط كبيرة على العملة بسبب عوامل خارجية وداخلية لكن السنين الأخيرة شهدت تغييرات واضحة في منهج إدارة سعر الصرف وده اللي خلا التوقعات الخاصة بسعر الجنيه في مقابل الدولار تبدأ تتجه نحو الأفضل في 2026.

اللي بيحصل دلوقتي هو نتيجة تراكم خطوات اتعملت واحدة واحدة بداية من اعتماد سياسة سعر صرف مرنة الحقيقية اللي بتخلي السعر يتحدد على أساس العرض والطلب مش على أساس تعليمات إدارية ساكنة ودي خطوة كبيرة لإعادة توازن السوق وعلشان كده شفنا تذبذب طبيعي لكن في إطار ضيق نسبياً مقارنة بالفترات اللي قبلها وده ساعد على تجنب صدمات قوية في السعر غير مبررة.

البنك المركزي كمان كان ليه دور قوي في إدارة مخزون العملة الأجنبية بشكل حذر ومدروس وده ساعد في امتصاص أي ضغوط مفاجئة على الدولار وخلّى السيولة الدولارية تظهر بشكل أفضل في السوق وده عكس صورة إيجابية قدام المستثمرين سواء المحليين أو الأجانب لأن وجود السيولة بيقلل المخاطر وبيرفع الثقة في قدرة الدولة على التعامل مع أي صدمات خارجية.

غير كده البنك المركزي ما اتخافش يستخدم أدواته بذكاء زي عمليات السوق المفتوحة وسحب السيولة الزائدة من البنوك في أوقات معينة وده بيخلي الفايدة تكون أداة متوازنة بين كبح التضخم ودعم النشاط الاقتصادي وبيمسك السوق من النزوات اللحظية اللي ممكن تأثر بشكل سلبي على سعر الجنيه.

ولسه مكملين في الأخبار الحلوة.. والمرة دي عن ديون مصر.. الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة خرج وقال إن مصر ماشية في طريق السيطرة الكاملة على ملف الديون وإن الهدف مش بس تقليلها لكن الوصول لمستويات آمنة جدا .. كلام تقيل غير معتاد من حكومة شغالة في أصعب ظروف اقتصادية عالمية وخلّى ناس كتير تقف وتسأل نفسها هو إيه اللي اتغير وإيه المفاجأة اللي جاية؟

اللي حصل إن من حوالي ست شهور كان فيه اجتماع مهم جدا بين الدكتور مدبولي والرئيس السيسي ..الاجتماع ده كان مختلف لأنه لأول مرة رئيس الحكومة قدم ملف كامل بخطة زمنية واضحة للسيطرة على الدين العام والتزم قدام الرئيس إن ده يبقى جزء أساسي من أداء الحكومة مش مجرد توصيات أو أفكار قابلة للتأجيل ودي نقطة تحول حقيقية لأن قبل كده كان فيه فريق اقتصادي شغال على ملف الديون لكن دوره استشاري والحكومة كانت دايما شايفة إن تشديدهم هيعطل تنفيذ المشروعات ويضغط على المصروفات في وقت الدولة محتاجة تبني وتوسع وتواجه تحديات كبيرة.

التحول الحقيقي إن الحكومة قررت إن مرحلة بناء المشروعات الكبرى وصلت لنقطة تسمح بفتح أخطر ملف وهو ملف الديون بنفس طويل وبخطة واقعية مش تقشف حاد ولا قرارات فجائية لكن إدارة ذكية للدين تخلي معدلاته تنزل سنة ورا سنة بشكل ملحوظ.

وحدة أبحاث بانكير اتناولت موضوع مهم جدا .. وهو سر ثقة الرئيس السيسي في حسن عبدالله وليه كل شوية بيجددلوا في منصبه.. حسن عبدالله جه البنك المركزي في لحظة كانت كل المؤشرات بتقول إن المهمة شبه مستحيلة ضغوط تضخم شديدة نقص في العملة الأجنبية سوق صرف محتاج انضباط وثقة مهزوزة بين المواطن والبنوك وبين المستثمر والدولة ورغم كده القيادة السياسية اختارته لأنه معروف عنه إنه رجل إدارة أزمات قبل أي حاجة تانية وده السبب الحقيقي ورا ثقة الرئيس السيسي فيه لأن السيسي في الملفات الاقتصادية بيدور دايما على اللي يقدر يشيل الشيلة مش اللي يطلع كل شوية في الإعلام.

من أول يوم استلم فيه حسن عبدالله وهو شغال على هدف واحد يرجع الاستقرار المالي والنقدي خطوة خطوة من غير قرارات شعبوية ولا حلول مؤقتة اشتغل على إعادة بناء الثقة في الجهاز المصرفي وده بان بوضوح في تحسن السيولة الدولارية وعودة التحويلات الرسمية من المصريين بالخارج بأرقام تاريخية ووصول الاحتياطي النقدي لمستويات غير مسبوقة ودي كلها مؤشرات القيادة السياسية بتبص لها كويس جدا قبل أي قرار تجديد أو تغيير.

الرئيس السيسي بيراهن على حسن عبدالله لأنه بيفهم إن السياسة النقدية مش شعارات وإن أصعب قرار ممكن يتاخد هو القرار الصح في الوقت الغلط ظاهريا لكن الصح اقتصاديا وده اللي حسن عبدالله عمله لما التزم بسياسة سعر صرف أكثر مرونة وواجه السوق بواقعه الحقيقي من غير تجميل وده ساعد على القضاء على الفجوة بين السعر الرسمي وغير الرسمي وخلى الدولار يرجع للقنوات الشرعية تاني
ونختم بتوقعات اسعار الدهب في 2026.. الدهب طول عمره ملاذ آمن بس في السنين الاخيرة بقى كمان أداة استراتيجية في ايد البنوك المركزية ومع كل توتر عالمي او تضخم او قلق من العملات الورقية الطلب عليه بيزيد مش من افراد بس لكن من دول كاملة وده اللي مخلي الصورة في 2026 مختلفة عن اي دورة سابقة.

اللي حاصل ان البنوك المركزية حول العالم لسه مكملة شراء دهب بوتيرة قوية وده عامل دعم اساسي للسعر ومش بيخليه ينهار بسهولة حتى مع ارتفاع الفايدة او تحسن اداء بعض الاسواق وده معناه ان اي هبوط بيبقى محدود ومؤقت والاتجاه العام لسه طالع.

في نفس الوقت الاقتصاد الامريكي داخل 2026 وهو في وضع قوي نسبيا الانفاق على الذكاء الاصطناعي شغال الاستثمارات الرأسمالية عالية المستهلك لسه قادر يصرف واسعار الاصول المرتفعة عاملة اثر ثروة بيخلي الاقتصاد يستحمل تشديد تجاري او نقدي من غير ما يقع وده بيخلي الفيدرالي مش مضطر يندفع في تخفيض الفايدة.

التوقعات الاقرب ان تخفيضات الفايدة في 2026 تكون محدودة جدا ويمكن خفضين بس وده معناه ان العائد الحقيقي على الدولار مش هيقع بقوة وده عادة بيضغط على الدهب لكن اللي بيغير المعادلة المرة دي هو الطلب الرسمي العالمي من البنوك المركزية والقلق الجيوسياسي اللي مش بيهدى.