موجة صعود في أسواق آسيا والمعادن النفيسة تغري المستثمرين قبل 2026
دخلت الأسواق الآسيوية الأسابيع الأخيرة من العام على وقع مكاسب قياسية، مع ارتفاع الأسهم إلى أعلى مستوياتها في ستة أسابيع، فيما واصلت المعادن النفيسة موجة صعود غير مسبوقة دفعت الذهب والفضة إلى قمم تاريخية، في ظل شهية مخاطرة متزايدة وضغوط متواصلة على الدولار الأميركي، وترقب حاسم لمسار الفائدة الأميركية والتوترات الجيوسياسية.
وارتفع مؤشر توبكس الياباني بنسبة 0.5% مسجلاً مستوى قياسيًا جديدًا، فيما زاد المؤشر القياسي في كوريا الجنوبية بنسبة 0.6%، لتصل مكاسبه السنوية إلى 72%، ما يجعله أفضل أداء بين الأسواق الرئيسية العالمية هذا العام. وفي الصين، ارتفع مؤشر الأسهم القيادية بنسبة 0.27%، متجهًا لتحقيق مكاسب سنوية تبلغ 18%، وهي الأقوى منذ عام 2020، مما يعكس انتعاش الاقتصاد الصيني وتفاؤل المستثمرين حيال نهاية العام.
أما على صعيد المعادن النفيسة، فقد واصلت جاذبيتها بين المستثمرين. قفزت الفضة الفورية بأكثر من 4% لتسجل مستوى قياسي جديد، فيما بلغ الذهب ذروته عند 4,503.39 دولار للأونصة، مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة الأميركية واستمرار ضعف الدولار. ويُعزى هذا الارتفاع أيضًا إلى تزايد المخاطر الجيوسياسية، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة في المعادن النفيسة.
وعلى خلفية الأحداث العالمية، ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف بعد أن مارست الولايات المتحدة ضغوطًا على شحنات النفط الفنزويلية، إضافة إلى تنفيذ غارات جوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال غرب نيجيريا. هذا الدعم أضاف عنصرًا من الاستقرار للأسواق النفطية، رغم استمرار المخاطر الجيوسياسية.
من ناحية السيولة والسياسة النقدية، يركز المستثمرون على توقيت وحجم أي خفض إضافي لأسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مع تسعير الأسواق لاحتمال خفضين على الأقل خلال 2026، دون توقع أي تحرك قبل يونيو. كما يترقب المستثمرون إعلان الرئيس الأميركي ترمب بشأن ترشيح رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خلفًا لجيروم باول، إذ قد تؤثر أي إشارات على الأسواق في الأسابيع المقبلة.
أما العملة اليابانية، فقد تراجع الين الياباني إلى 156.23 مقابل الدولار الأميركي، لكنه يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 1%، وهي الأكبر منذ نهاية سبتمبر، بعد تحذيرات قوية من الحكومة اليابانية أبقت احتمالات التدخل في السوق قائمة. وفي الوقت نفسه، ارتفعت السندات الحكومية اليابانية بشكل طفيف مع تراجع العوائد من أعلى مستوى في 26 عامًا، بدعم من توقعات بإصدار دين محدود، وما أبدته رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي من تهدئة للمخاوف بشأن السياسة المالية التوسعية.
يعكس هذا المشهد المالي توازنًا بين شهية المخاطرة والاستثمارات الآمنة، مع توقع استمرار الزخم في أسواق آسيا والمعادن النفيسة خلال الأسابيع الأخيرة من 2025، مع مراقبة حذرة للمؤشرات الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة واليابان والصين.
