لغز الأمتار الأخيرة.. مؤشرات مفاجئة في تشغيل سد النهضة تضع مصر والسودان في حالة ترقب
في الأيام اللي فاتت، سد النهضة رجع تاني يبقى في قلب المشهد، مش بسبب إعلان رسمي، لكن بسبب أرقام وصور أقمار صناعية.. فتحت باب أسئلة كبيرة عن اللي بيحصل جوه السد بالضبط.
تشغيل محدود، منسوب ثابت تقريبًا،
وحركة مياه مريبة.. كل ده خلى مصر والسودان في حالة ترقب وحذر.
اللي متابع ملف سد النهضة هيلاحظ إن في حاجة مش واضحة في طريقة تشغيله خلال الفترة الأخيرة.
لا هو شغال بكامل طاقته، ولا هو متوقف تمامًا.. حالة وسط، لكن مؤثرة ومقلقة.
المتابعة الفنية لحركة بحيرة السد من خلال صور الأقمار الصناعية بتوضح إن مستوى المياه ما نزلش غير حوالي متر واحد بس من آخر أعلى منسوب ليه.
يعني البحيرة ما زالت شبه مليانة، بحوالي 62 مليار متر مكعب مياه، وعلى ارتفاع يقرب من 639 متر فوق سطح البحر.
الأرقام دي بتقول إن اللي شغال فعليًا عدد محدود جدًا من التوربينات العلوية،
بينما التوربينات السفلية متوقفة تمامًا،
وده باين كمان من غياب أي نشاط قوي أو دوامات واضحة في أحواض تهدئة المياه، اللي عادة بتظهر لما السد يشتغل بطاقة كبيرة.
كمان معدلات دخول المياه للسد في الشهور الأخيرة كانت ضعيفة نسبيًا،
وده طبيعي في الفترة دي من السنة.
لكن المعدلات دي لا تكفي لتشغيل عدد كبير من التوربينات ولساعات طويلة،
ولو كان في تشغيل واسع، كان لازم مستوى البحيرة ينخفض أكتر من كده بكتير.
بمعنى أبسط: لو السد كان بيشتغل بنص طاقته تقريبًا، كان لازم نشوف فرق أوضح في منسوب المياه، لكن اللي حاصل إن المنسوب شبه ثابت،
وده بيأكد إن التشغيل الحالي محدود وتجريبي أكتر منه فعلي.
في نفس الوقت، رُصد تراجع في مخزون المياه في حوض تهدئة المفيض، وده بيشير إن في شغل بيتم جوه السد،
سواء صيانة، أو تجارب تشغيل،
أو حتى معالجة لمشاكل تتعلق بثبات التربة بسبب اندفاع المياه قبل كده.
الملف ده حساس جدًا، لأن أي تصرف مفاجئ أو غير منظم في إدارة المياه ممكن يسبب توتر لدول المصب،
خصوصًا إن السد لسه ما عندوش اتفاق قانوني ملزم ينظم طريقة تشغيله وملء بحيرته.
ورغم كل ده، من الناحية المائية البحتة،
كمية المياه اللي بتوصل لمصر على مدار السنة مش متأثرة بشكل مباشر حاليًا،
لأن المياه اللي مش بتعدي من التوربينات دلوقتي، هتعدي لاحقًا من بوابات المفيض قبل موسم الأمطار الجاية.
لكن الخطورة مش في اللحظة، الخطورة في الغموض، وفي غياب الشفافية،
وفي إن القرارات بتتاخد بشكل أحادي من غير تنسيق أو وضوح.
علشان كده مصر والسودان بيتابعوا التطورات لحظة بلحظة، مش بس بالأرقام، لكن بالصور، وبتحليل حركة المياه، علشان أي تغيير مفاجئ ما يبقاش صدمة.
وسد النهضة دلوقتي في مرحلة حرجة،
والأمتار القليلة اللي فاضلين في المنسوب بقوا لغز حقيقي، لغز ممكن يحدد شكل المرحلة الجاية كلها.
