ارتفاع تقلبات بتكوين قبيل انتهاء أجل عقود خيارات بقيمة 23 مليار دولار
تشهد عملة بتكوين موجة متزايدة من التقلبات السعرية مع اقتراب موعد انتهاء أجل عقود خيارات بقيمة تقترب من 23 مليار دولار بنهاية الأسبوع، ما يضع سوق العملات المشفرة أمام مرحلة حساسة قد تشهد تحركات حادة في الأسعار خلال الأيام المقبلة، في ظل مناخ استثماري يتسم بالحذر والتشاؤم.
ويمثل حجم هذه العقود أكثر من نصف إجمالي العقود المفتوحة في سوق خيارات بتكوين، وهو ما يعكس حجم الرهانات القائمة على تحركات سعرية قوية، خاصة في ظل تسعير متزايد لمخاطر الهبوط. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه السوق بالفعل مستويات مرتفعة من التقلب، ما يزيد احتمالات حدوث تحركات مفاجئة في الاتجاهين.
وخلال جلسات التداول الأخيرة، سجلت بتكوين تقلبات حادة في قيمتها السوقية تجاوزت 130 مليار دولار خلال ساعة تداول واحدة، ما أدى إلى تصفية واسعة لمراكز الشراء والبيع معًا، في مؤشر واضح على هشاشة التوازن بين قوى السوق. وفي المقابل، ظل إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة يتذبذب حول مستوى 3 تريليونات دولار، دون قدرة واضحة على اختراق صعودي مستدام.
ويرى محللون أن اقتراب نهاية العام يضع الأسعار عند مستويات فنية حساسة، تسمح بحدوث تحركات قوية سواء نحو الصعود أو الهبوط، خاصة مع تزايد الضغوط النفسية على المستثمرين وتراجع شهية المخاطرة. ويشيرون إلى أن الأسواق تدخل العام الجديد وهي مثقلة بمراكز استثمارية دفاعية، ما يعكس حالة من القلق بشأن المسار القريب للأسعار.
ورغم تسجيل بتكوين ارتفاعًا مؤقتًا بنحو 4% خلال إحدى الجلسات الأخيرة لتصل إلى قرابة 89 ألف دولار، فإنها سرعان ما فقدت تلك المكاسب، لتظل منخفضة بنحو 30% مقارنة بذروتها التاريخية التي تجاوزت 126 ألف دولار في أكتوبر الماضي. وتم تداول العملة عند مستويات قريبة من 85 ألف دولار في التعاملات الآسيوية الأخيرة، ما يعكس استمرار الضغوط البيعية.
وتظهر بيانات سوق الخيارات أن معدل التقلب المحقق خلال 30 يومًا عاد للارتفاع قرب مستوى 45%، بينما استقر مؤشر الانحراف السعري عند نحو -5%، وهو ما يشير إلى استمرار تفضيل المستثمرين التحوط ضد الهبوط على حساب الرهانات الصعودية، سواء على المدى القصير أو المتوسط.
وفي حين تتركز بعض عقود خيارات الشراء عند مستويات 100 ألف و120 ألف دولار، ما يعكس بقاء قدر محدود من التفاؤل بإمكانية تعافٍ في نهاية العام، فإن الكفة تميل بوضوح لصالح السيناريوهات السلبية على المدى القريب. إذ يبرز مستوى 85 ألف دولار كنقطة جذب رئيسية للأسعار، مع تركز كثيف لعقود خيارات البيع عند هذا المستوى، ما قد يزيد من احتمالات انجذاب السعر إليه مع اقتراب موعد انتهاء العقود.
ومع انتهاء هذه العقود، يتوقع المتعاملون إعادة تمركز واسعة للمراكز الاستثمارية، مدفوعة بعوامل إضافية، من بينها قرارات مؤسسات مالية كبرى تتعلق بتصنيف الشركات ذات الانكشاف المرتفع على العملات المشفرة، إلى جانب عودة ضغوط بيع عقود الشراء المغطاة، وهو ما قد يفرض سقفًا مؤقتًا لأي محاولات صعود.
وتتجه بتكوين، في ظل هذه الظروف، إلى تسجيل أسوأ أداء فصلي لها منذ الربع الثاني من عام 2022، بعد خسائر فصلية تقترب من 23%، ما يعكس هشاشة المعنويات الاستثمارية وعدم قدرة السوق حتى الآن على استعادة مستويات فنية رئيسية.
وبشكل عام، يظل المشهد مشوبًا بارتفاع التقلبات واتخاذ المستثمرين أوضاعًا دفاعية، في وقت لم تختفِ فيه تمامًا رهانات الصعود، مع استعداد السوق لدخول عام جديد قد يتسم بتقلبات حادة وتحركات غير متوقعة.
