بتكوين تهبط دون 90 ألف دولار رغم خفض الفائدة الأمريكية وصعود الأسهم
تراجعت عملة بتكوين خلال تعاملات الخميس في آسيا لتسجل أدنى مستوى لها منذ أسابيع، في وقت صعدت فيه الأصول عالية المخاطر الأخرى عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية، وسط إشارات إيجابية حول مسار الاقتصاد الأميركي. ورغم هذا التحسن في معنويات المستثمرين بالأسواق التقليدية، فإن سوق العملات المشفرة واصلت أداءها الضعيف، ما يعكس انفصالًا واضحًا بين تحركات الأصول الرقمية والأسهم.
وسجلت بتكوين انخفاضًا بنسبة 2.7% لتتراجع لفترة وجيزة دون مستوى 90 ألف دولار صباح الخميس في سنغافورة، مقارنة بذروتها اليومية البالغة 94,490 دولارًا في اليوم السابق، وفق بيانات وكالة “بلومبرغ”. وامتد التراجع ليشمل العملات المشفرة الأصغر، حيث هبطت إيثر و"إكس آر بي" وسولانا بنسب متباينة وسط ضعف واسع النطاق.
ضعف ممتد منذ أكتوبر
ويأتي هذا الهبوط في إطار موجة بيع ممتدة بدأت مطلع أكتوبر الماضي، تخللتها عمليات تصفية ضخمة للمراكز المدعومة بالرافعة المالية، والتي أدت إلى محو نحو 19 مليار دولار من مراكز التداول المفتوحة. وتعكس هذه التصفية طبيعة السوق الحالية التي تتسم بتقلبات مرتفعة، وضعف في السيولة، وضغوط بيعية هيكلية متواصلة.
وتزامن تراجع بتكوين مع ارتفاع الأسهم الآسيوية خلال جلسة الخميس، بعدما اقتفت أثر المكاسب القوية التي حققتها "وول ستريت" عقب إعلان الفيدرالي الأميركي خفض الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، مع تأكيد رئيسه جيروم باول على تحسن توقعات النمو وتراجع الضغوط التضخمية. ورغم أن هذا القرار عادة ما يُعد داعمًا للأصول عالية المخاطر، فإن تأثيره لم يمتد إلى العملات الرقمية بالشكل المتوقع.
انفصال بين الأسهم والعملات الرقمية
وأكد شون ماكنالتي، رئيس تداول المشتقات في آسيا والمحيط الهادئ لدى منصة “فالكون إكس”، أن ما يجري يمثل “انفصالًا واضحًا بين سلوك الأسهم والعملات المشفرة”، موضحًا أن مزاج المستثمرين في السوق التقليدية تحسن بعد خطوة الفيدرالي، بينما ظل الحذر مسيطرًا على متداولي العملات المشفرة نتيجة عمليات البيع الهيكلية التي تواصل الضغط على الأسعار.
وشهد الأسبوع الأول من ديسمبر عملية شراء ضخمة قادتها شركة "ستراتيجي" المتخصصة في حيازة بتكوين، والمدعومة من مايكل سايلور، حيث استحوذت على 10,624 وحدة بقيمة 962.7 مليون دولار، في أكبر عملية شراء تنفذها الشركة منذ يوليو الماضي. ورغم قوة هذه الخطوة، فإنها لم تتمكن من دفع الأسعار للبقاء فوق مستوى 94 ألف دولار، وهو ما يشير – وفق ماكنالتي – إلى أن السوق تواجه ضغوطًا حقيقية تتجاوز تأثيرات عمليات الشراء الفردية.
مستويات حرجة للدعم
ويترقب المستثمرون مستويات الدعم التالية بعد فقدان مستوى 90 ألف دولار. ويرى محللون أن المستوى الأهم في المدى القريب هو 88,500 دولار، بينما يشكل مستوى 85 ألف دولار “خط الدفاع الحاسم”، إذ يُتوقع أن يؤدي كسره إلى فتح الباب أمام تراجعات أعمق، في ظل هيكل سوق متوتر وتراجع أحجام التداول.
وتشير المعطيات الحالية إلى أن العملات المشفرة تتحرك في نطاق يعكس فقدان الزخم منذ انهيار المراكز ذات الرافعة المالية في أكتوبر، إضافة إلى استمرار الضغوط الناتجة عن مبيعات المستثمرين المؤسساتيين، وتحولات السيولة العالمية التي تميل حاليًا نحو الأصول ذات المخاطر الأقل.
وبينما ينتظر المستثمرون تأثيرات أوسع لخفض الفائدة الأميركي على المدى المتوسط، فإن الصورة الآنية توحي بأن سوق العملات الرقمية تحتاج إلى عوامل دعم أقوى لاستعادة الاتجاه الصعودي الذي ميز الربع الأول من العام.
