"بتكوين" ترتفع بعد تراجع حاد وسط مخاوف من ضعف الطلب المؤسسي
ارتفعت عملة بتكوين الرقمية اليوم الثلاثاء بشكل طفيف بعد موجة تراجع حادة في الجلسة السابقة دفعت أكبر عملة رقمية في العالم إلى أقل من 84 ألف دولار، في ظل استمرار المخاوف بين المستثمرين حول ضعف الطلب المؤسسي والتقلبات العالية في سوق العملات المشفرة.
وأرجع محللون سبب التراجع الأخير إلى موجة نفور من المخاطرة عمت الأسواق الرقمية منذ بداية ديسمبر، حيث عمد المستثمرون إلى تقليل تعرضهم للأصول عالية المخاطر، خصوصًا بعد تسجيل بتكوين مستويات مقاومة مهمة خلال الأسبوع الماضي. ومع ذلك، أظهر ارتفاع اليوم إشارة إلى تعافي طفيف يعكس مرونة السوق رغم التذبذبات الحادة.
تحركات السوق والمؤشرات التقنية
وأوضحت بيانات التداول أن بتكوين سجلت ارتفاعًا محدودًا بنسبة حوالي 1.2% خلال الجلسة الحالية، فيما تراوحت أسعار العملات الرقمية الأخرى مثل إيثيريوم وريبل بين الثبات والارتفاع الطفيف. ويستمر المتداولون في مراقبة مستويات الدعم والمقاومة الفنية، حيث يمثل مستوى 84 ألف دولار حاجزًا نفسيًا مهمًا، فيما يعتبر أي اختراق مستمر فوق 85 ألف دولار إشارة محتملة لعودة زخم الشراء.
وقال خبراء العملات الرقمية إن السوق يشهد حالة من التقلبات المتزايدة بسبب المخاوف من ضعف الطلب المؤسسي، خصوصًا بعد تحركات عدد من صناديق الاستثمار الكبيرة نحو تقليص مراكزها في الأصول الرقمية. وأضافوا أن المستثمرين الأفراد يواصلون لعب دور مهم في تحديد اتجاهات السوق قصيرة الأجل، ما يساهم في تذبذب الأسعار بوتيرة أسرع.
توقعات مستقبلية للمستثمرين
ويتوقع المحللون أن تظل السوق متقلبة خلال الأسابيع المقبلة مع اقتراب صدور بيانات اقتصادية عالمية هامة قد تؤثر على تدفقات رأس المال إلى العملات الرقمية. ويشير البعض إلى أن الطلب المؤسسي سيظل العامل الأبرز في تحديد استقرار الأسعار على المدى المتوسط، إذ أن دخول مستثمرين كبار يعزز الثقة بالسوق، بينما أي تراجع في استثماراتهم يزيد من مخاطر التصحيح الحاد.
من جهة أخرى، يراقب المستثمرون أيضًا أخبار التنظيمات القانونية والرقابية المتعلقة بالعملات الرقمية حول العالم، والتي قد تؤثر على عمليات التداول وتسهم في ارتفاع أو انخفاض أسعار الأصول الرقمية بشكل كبير.
تعافي محدود وسط تحديات السوق
ورغم التراجع الحاد السابق، تظل عملة بتكوين محور اهتمام المستثمرين والمتداولين، حيث تعد المقياس الرئيسي لأداء سوق العملات الرقمية. ويشير خبراء السوق إلى أن أي تحسن تدريجي في الطلب المؤسسي أو إشارات إيجابية من البنية التحتية الرقمية قد يدعم استقرار الأسعار أو حتى موجة صعود قصيرة المدى.
وفي الوقت نفسه، حذر محللون من المخاطر المرتبطة بالاعتماد على التذبذبات اللحظية، مؤكدين أن السوق الرقمية تتسم بعدم اليقين العالي، وأن التخطيط طويل المدى والاستثمار المبني على تحليل دقيق يظل أفضل استراتيجية لتقليل المخاطر.
