توشكى على موعد مع التاريخ بمشروع رئاسي عملاق.. مصر تقود ثورة التمور عالميا
تستعد مصر لإكمال واحد من أضخم المشروعات الزراعية في تاريخها الحديث، وهو إنشاء أكبر مزرعة نخيل في العالم بمنطقة توشكى جنوب البلاد.
ويهدف المشروع الرئاسي إلى زراعة 2.3 مليون نخلة، مما سيحدث نقلة نوعية في صناعة التمور العالمية، ويعزز مكانة مصر كأكبر منتج للتمور على مستوى العالم.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض كيف ستغير مصر صناعة التمور في العالم عبر واحد من المشاريع الأكبر من نوعه عالميًا.
أكبر مزرعة نخيل في العالم 2025
ويعد مشروع توشكى نقلة استراتيجية في قطاع الزراعة المصري، حيث أكد وزير الزراعة علاء فاروق، في تصريحات حديثة، أن المشروع سيتم إنجازه خلال عامين، مع زراعة 1.7 مليون نخلة بالفعل من إجمالي 2.3 مليون.
وتمتد المزرعة على مساحات واسعة في توشكى والعوينات، وسجلت جزء منها في موسوعة غينيس كأكبر مزرعة نخيل مزروعة في مساحة واحدة، بـ1.6 مليون نخلة مثمرة على 38 ألف فدان.
ويضم المشروع 44 صنفًا من النخيل عالي القيمة، مثل المجدول والبرحي والخلاص والسكري وعجوة المدينة.
واستوردت مصر شتلات من دول الخليج بتقنية زراعة الأنسجة لضمان جودة عالية وقيمة تسويقية كبيرة.
مشروع توشكى وأهدافه الاقتصادية
وبدأ العمل في المشروع قبل سنوات، وحقق نحو 75% من أهدافه، حيث زرع أكثر من ثلث المساحة بصنف المجدول، الذي يستهدف تصديره لتحقيق عوائد تصل إلى 200 مليون دولار.
كما زرع 800 ألف نخلة من أصناف أخرى قادرة على إنتاج 80 ألف طن، بالإضافة إلى 100 ألف نخلة لم تدخل طور الإثمار بعد.

ويتوقع الوزير فاروق أن تنتج المزرعة 13 مليون فسيلة نخيل، يمكن استخدامها لإنشاء مزرعة جديدة أكبر أو تصديرها، مما يفتح آفاقًا لتوسع زراعي غير مسبوق.
مصر أكبر منتج للتمور في العالم 2025
وتحتل مصر المركز الأول عالميًا في إنتاج التمور بنسبة 19-20% من الإنتاج العالمي، بكمية تصل إلى 1.87-2 مليون طن سنويًا، وفق بيانات منظمة الأغذية والزراعة (FAO).
وتمتلك البلاد نحو 24 مليون نخلة، معظمها مثمر، مما يجعلها تهيمن على خمس الإنتاج العالمي وربع الإنتاج العربي.
وارتفع الإنتاج بنسبة 11% في السنوات الأخيرة، مدعومًا بمشروعات مثل توشكى التي تحول الصحراء إلى واحات خضراء.
صادرات التمور المصرية
ورغم الإنتاج الضخم، لا تتجاوز صادرات التمور 4.5% من الإجمالي، إلا أن 2025 شهد طفرة، حيث بلغت الصادرات نحو 77-100 ألف طن بقيمة 100-105 مليون دولار، مقارنة بـ88 ألف طن و108 ملايين دولار في العام السابق.
وتركز الحكومة على زيادة الصادرات من خلال تحسين التعبئة والتصنيع، مع أكثر من 150 مصنعًا ومحطة تعبئة.
ويعد صنف المجدول مفتاحًا للأسواق الدولية، مع توقعات بمضاعفة العوائد في السنوات المقبلة.
تأثير مشروع توشكى على صناعة التمور العالمية
وسيغير المشروع قواعد اللعبة في صناعة التمور، بزيادة الإنتاج عالي الجودة وتعزيز القدرة التنافسية.
كما يدعم الأمن الغذائي، يخلق فرص عمل، ويحول مناطق صحراوية إلى مراكز إنتاجية، ومع اقتراب الإنجاز، تتجه الأنظار إلى مصر كقائدة لسوق التمور العالمي.
