الخميس 11 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

الذهب يواصل الصعود بعد خفض الفائدة الأمريكية ويقترب من مستويات قياسية جديدة

الخميس 11/ديسمبر/2025 - 08:48 ص
سعر الذهب
سعر الذهب

وسّع الذهب من موجة مكاسبه خلال تعاملات الخميس، مواصلاً الصعود لليوم الثالث على التوالي، وذلك عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، في خطوة جاءت متوافقة إلى حد كبير مع توقعات الأسواق، لكنها حملت بين طياتها إشارات حول حالة عدم اليقين التي تحيط بمسار السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.

وارتفع المعدن الثمين بنحو 0.5% مقتربًا من 4248 دولارًا للأونصة، مدعومًا بتراجع كل من عوائد سندات الخزانة الأمريكية والدولار بعد الاجتماع الأخير للفيدرالي خلال عام 2025. كما شهدت الفضة صعودًا ملحوظًا لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا، مواصلة الأداء القوي الذي حققته منذ بداية العام.

الفيدرالي الأمريكي يرسل رسائل متباينة للسوق

ورغم إقدام البنك المركزي الأمريكي على الخفض الثالث لأسعار الفائدة ربع نقطة مئوية، فإن الرسالة العامة ظلت متحفظة، إذ أبقى الفيدرالي على توقعاته بخفض وحيد فقط لأسعار الفائدة خلال عام 2026. لكن التعديل الطفيف في صياغة البيان أظهر تزايد حالة عدم اليقين بشأن وتيرة التخفيضات المستقبلية، وهو ما تفاعل معه المستثمرون بحذر.

وصوّتت لجنة السوق المفتوحة بنتيجة 3 معارضين مقابل 9 لصالح قرار الخفض، ما يعكس استمرار الانقسام داخل الفيدرالي حول جدوى التيسير النقدي في ظل الضغوط التضخمية التي لا تزال قائمة. وعلى الرغم من ذلك، يُعد توجه الفيدرالي نحو مزيد من التيسير عاملًا إيجابيًا للذهب، لأنه أصل لا يدر عائدًا، ويستفيد تقليديًا من انخفاض الفائدة.

أفضل أداء للذهب منذ 1979

حقق الذهب مكاسب تتجاوز 60% منذ بداية العام، وهي من أكبر الارتفاعات السنوية منذ عام 1979. أما الفضة فقد تضاعف سعرها تقريبًا، مدفوعة بارتفاع الطلب الصناعي والمضاربة القوية. ويرى محللون أن سلسلة المكاسب التي حققتها المعادن الثمينة تمثل انعكاسًا لتغير هيكلي في سلوك المستثمرين تجاه الأصول الآمنة، مع تصاعد المخاوف الجيوسياسية واستمرار تراجع الثقة في أدوات الدين السيادية.

وقالت شاروف شانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو ماركتس"، إن قرار الفيدرالي جاء متسقًا مع تسعير الأسواق، مضيفة أن الانقسام داخل اللجنة منع المتعاملين من دفع الأسعار نحو قفزات أكبر خلال الجلسة. وأشارت في الوقت ذاته إلى أن المعدن الأصفر لا يزال في مسار صعودي مدعوم بتدفقات قوية من المستثمرين والبنوك المركزية.

البنوك المركزية تواصل شراء الذهب

واصلت البنوك المركزية حول العالم تعزيز احتياطاتها من الذهب هذا العام، وهو ما دعم الأسعار بشكل ملحوظ. ووفقًا لـ"مجلس الذهب العالمي"، فقد ارتفعت حيازات الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب خلال جميع شهور العام باستثناء مايو، في إشارة إلى الطلب المتزايد على الأصول الملموسة.

ويُعزى هذا الاتجاه إلى عوامل متعددة، من بينها:

  • اتساع العجوزات المالية في الاقتصادات الكبرى.
  • تصاعد التوترات الجيوسياسية.
  • استمرار عمليات "إزالة الدولرة" في عدد من الدول.
  • رغبة البنوك في التحوط ضد تقلبات أسعار الفائدة والأصول الورقية الأخرى.

كما أعلن الاحتياطي الفيدرالي أنه سيبدأ شراء سندات خزانة بقيمة 40 مليار دولار شهريًا بدءًا من الجمعة، بهدف إعادة بناء الاحتياطيات داخل النظام المالي. ومن شأن هذه السياسة دعم السيولة في الأسواق، ما ينعكس عادة في صورة ضغوط إضافية على الدولار، وبالتالي تعزيز أسعار الذهب.

وبحلول الساعة 9:50 صباحًا في سنغافورة، ارتفع الذهب بنسبة 0.2% إلى 4238.23 دولارًا للأونصة، بينما صعدت الفضة بنسبة 1.5% إلى مستوى قياسي بلغ 62.72 دولار، وتزامن ذلك مع تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، في حين سجلت المعادن الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم ارتفاعات إضافية.