توقعات الفائدة تقفز بعوائد السندات اليابانية لأعلى مستوى في 17 عامًا
سجلت عوائد السندات الحكومية اليابانية قصيرة الأجل ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات الأربعاء، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ 17 عامًا، في ظل توقعات قوية بأن بنك اليابان المركزي يستعد لمواصلة دورة رفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر الأسبوع المقبل. وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الضغوط على صانعي السياسة النقدية لمواجهة التضخم المتصاعد وتراجع الين أمام العملات الرئيسية.
وارتفعت عوائد السندات لأجل عامين إلى مستوى 1.075%، وهو الأعلى منذ يوليو 2007، في حين صعدت عوائد السندات لأجل خمس سنوات إلى 1.445% بزيادة 0.5 نقطة أساس. ويُعد صعود العوائد إشارة واضحة إلى تراجع أسعار السندات، مع اتجاه المستثمرين لبيع حيازاتهم تحسبًا لرفع الفائدة، الذي يُضعف قيمة السندات القائمة.
وقال شوسوكي يامادا، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة والصرف الأجنبي في بنك أوف أميركا، إن الحركة الأخيرة في سوق السندات اليابانية كانت «أسرع من المتوقع»، مضيفًا أن المستويات الحالية ورغم حدّتها «لا تمثل مفاجأة»، في ظل إعادة التسعير الجارية لتوقعات السياسة النقدية.
ترقب السوق لقرار بنك اليابان
ويُجمع المحللون على أن بنك اليابان يستعد لرفع معدل الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية ليصل إلى 0.75%، وذلك للمرة الثانية منذ إنهاء سياسة الفائدة السلبية. ويهدف البنك من خلال هذا الإجراء إلى كبح التضخم الذي يظل فوق المستهدف، بالتزامن مع محاولة دعم الين الذي فقد الكثير من قيمته خلال العامين الماضيين نتيجة الفجوة الواسعة بين السياسات النقدية اليابانية ونظيراتها الغربية.
وتركز الأسواق العالمية على توقيت الزيادات الإضافية المتوقعة خلال 2026، خصوصًا أن التشديد النقدي في اليابان يأتي بعد سنوات طويلة من التيسير غير المسبوق، ما يجعل تأثيراته على أسواق الأسهم والسندات والعملات شديدة الحساسية.
تحركات السندات طويلة الأجل
وأظهرت السندات طويلة الأجل بعض التباين في الأداء بعد إعلان رئيسة الوزراء السابقة سناي تاكايتشي عن حزمة تحفيزية ضخمة سيتم تمويل جزء منها عبر إصدار ديون جديدة، الأمر الذي تسبب في ضغط إضافي على منحنى العائد.
وارتفعت عوائد السندات لأجل 30 عامًا إلى 3.39%، مقتربة من أعلى مستوى لها عند 3.445% المسجل الأسبوع الماضي، بينما تراجع العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات إلى 1.955%، في حركة تشير إلى عمليات تصحيح بعد ارتفاعات قوية خلال الأيام الماضية.
وأكد محافظ بنك اليابان، كازوو أوييدا، أنه يتابع عن كثب صعود العوائد، موضحًا أن البنك مستعد لزيادة مشتريات السندات في «الظروف الاستثنائية» لضمان استقرار الأسواق. ومع ذلك، يرى يامادا أن هناك «حدودًا» لقدرة البنك على تهدئة الأسواق في ضوء البيانات الاقتصادية الضعيفة التي صدرت مؤخرًا.
استراتيجيات بنوك الاستثمار
وفي السياق ذاته، بدأت مجموعة ميتسوبيشي المالية (MUFG) في إعادة بناء مراكزها في السندات اليابانية تدريجيًا، على أن تقوم بتسريع عمليات الشراء إذا تجاوزت العوائد حاجز 2%، وفقًا لتصريحات تنفيذي البنك هيرويكي سيكي، الذي أشار إلى أن وصول العوائد إلى تلك المستويات يوفر فرصة جذابة للمستثمرين طويلِي الأجل.
وتشير هذه التحركات إلى إعادة تقييم شاملة لمشهد السندات اليابانية، في وقت تستعد فيه الأسواق لمرحلة جديدة قد تتسم بتقلبات أكبر مع استمرار تحول السياسة النقدية عن مسارها التقليدي الممتد لعقود.
