أسعار الحديد تتراجع لأدنى مستوى في شهر مع ترقب سياسات الصين الاقتصادية
تواصل أسعار الحديد وخام الحديد انخفاضها لتصل إلى أدنى مستوى خلال الشهر، وسط ترقب المستثمرين والسياسيين للاجتماع المرتقب للقيادة الصينية الذي سيحدد أولويات السياسات الاقتصادية لعام 2026. وقد تراجعت العقود المستقبلية لمادة صناعة الصلب في سنغافورة للجلسة الثالثة على التوالي، مقتربة من المستوى النفسي المهم البالغ 100 دولار للطن، وهو ما يعكس حالة الحذر في الأسواق العالمية قبل إعلان تفاصيل خطة بكين الاقتصادية.
تراجع الطلب بسبب العقارات وضعف الإنتاج
أثر التراجع المستمر في قطاع العقارات الصيني بشكل مباشر على الطلب على الصلب، فيما واصلت واردات الصين من خام الحديد ارتفاعها هذا العام لتصل إلى مستويات قياسية خلال الأحد عشر شهرًا الأولى حتى نوفمبر، رغم أن المخزونات في الموانئ الرئيسية لا تزال أدنى من مستويات 2024 لكنها أعلى من المتوسط الموسمي.
وفي هذا السياق، قال فيفيك دهار، المحلل لدى كومنولث بنك أوف أستراليا: "هوامش الربحية السلبية لمصانع الصلب في الصين وضعف إنتاج الصلب الخام يزيدان من احتمال انخفاض أسعار خام الحديد"، مشيرًا إلى أن الضغوط على القطاع الصناعي متواصلة نتيجة ضعف الطلب المحلي وتقلبات سوق العقارات.
ترقب السياسات الصينية لعام 2026
تتجه الأنظار إلى مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في الصين، المقرر انعقاده بعد اجتماع المكتب السياسي للحزب الشيوعي، حيث من المتوقع أن تكشف القيادة الصينية عن خطط لتعزيز الطلب المحلي ضمن أولوياتها الاقتصادية لعام 2026. وقد تؤثر هذه السياسات بشكل مباشر على أسواق الحديد العالمية، نظرًا لدور الصين كأكبر مستهلك للحديد والصلب في العالم.
تأثير القيود والإمدادات على الأسعار
ساهم الحظر الذي فرضته الحكومة الصينية على شحنات خام الحديد من بعض الإمدادات التابعة لشركة BHP في دعم الأسعار خلال الأشهر الماضية. ومع ذلك، فإن أي تسوية مستقبلية قد تدفع بكميات كبيرة من المعروض إلى السوق، ما يزيد الضغط على الأسعار ويدفعها نحو المزيد من الانخفاض.
وانخفضت عقود خام الحديد المستقبلية بنسبة 0.9% لتصل إلى 101.10 دولار للطن عند الساعة 11:04 صباحًا بتوقيت سنغافورة، بعد أن لامست مستوى 100.85 دولار للطن في وقت سابق من الجلسة. كما سجلت العقود المستقبلية المقومة باليوان في بورصة داليان انخفاضًا بنسبة 0.6% إلى 773.5 يوان للطن، وهبطت عقود الصلب في بورصة شنغهاي أيضًا، في ظل حالة القلق بشأن وضوح السياسات الاقتصادية الصينية في الأشهر المقبلة.
Outlook الأسواق
يرى المحللون أن أسواق الحديد العالمية ستظل متأثرة بمزيج من ضعف الطلب الصيني على المدى القصير، والتقلبات في المعروض الناتجة عن الحظر والسياسات المحلية، إضافة إلى تأثير العوامل الموسمية والاقتصادية العالمية. ويشير الخبراء إلى أن أي مؤشرات إيجابية من الصين حول دعم الطلب المحلي قد تساعد على استقرار الأسعار، بينما استمرار ضعف الطلب أو زيادة المعروض سيضغط على الأسعار أكثر، مما يجعل الأسواق في حالة ترقب شديد خلال الفترة المقبلة.
