ثورة في السوق.. كيف غير جيل Z قواعد اللعبة في الاستثمار العقاري المصري إلى الأبد؟
في ظل التحولات الاقتصادية السريعة التي تشهدها مصر، يبرز جيل Z كقوة دافعة لتغيير جذري في قطاع الاستثمار العقاري، وهذا الجيل، الذي ولد بين منتصف التسعينيات وأوائل الألفينيات، يعيد تشكيل السوق من خلال تبني نماذج استثمارية مبتكرة مثل الملكية الجزئية والصناديق العقارية الرقمية.
ومع تزايد الوعي التكنولوجي والرغبة في الأصول الثابتة، أصبح الشباب تحت سن 25 عامًا يمثلون نسبة كبيرة من المستثمرين الجدد، مما يدفع السوق نحو المرونة والشفافية.
ووفقًا لتقارير حديثة، شهدت مصر في 2025 نموًا بنسبة تزيد عن 7% في القطاع العقاري، مدعومًا باستثمارات جيل Z التي تجاوزت مليارات الجنيهات في الصناديق الجديدة.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض كيف أحدث جيل Z تغييرًا في آليات الاستثمار العقاري، مع التركيز على الدور التكنولوجي، التغييرات التشريعية، والتأثيرات الاقتصادية.
دور جيل Z في تحول الاستثمار العقاري المصري
وجيل Z، الذي يشكل حوالي 55 مليون نسمة في مصر تحت سن 25 عامًا، لم يعد ينتظر الوصول إلى سن الثلاثين للدخول في عالم الاستثمار، وبدلاً من ذلك، يبدأون باستثمارات صغيرة مثل شراء متر مربع واحد في مشاريع عقارية كبرى.
وهذا النهج الجزئي أصبح ممكنًا بفضل التعديلات التشريعية التي فتحت الباب للاستثمار التشاركي، مما أتاح لأصحاب المدخرات البسيطة المشاركة في قطاع كان يتطلب رؤوس أموال هائلة سابقًا.
وهذا التحول يعكس بحث الجيل عن الاستقرار في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية، حيث يرى العقار كأصل ملموس يوفر الأمان بعيدًا عن تقلبات البورصة أو العملات الرقمية.
ووفقًا لأحمد صقر، الرئيس التنفيذي لشركة "صقر لإدارة صناديق الاستثمار العقاري"، فإن جزءًا كبيرًا من عملاء منصة "فريدة" ينتمون إلى جيل Z، الذين يمتلكون مدخرات محدودة لكنهم يفضلون الملكية الجزئية كحل أمثل.
وهذا الجيل يتبنى الاستثمار المباشر بدون وسطاء، مع قرارات واضحة حول توزيع الأرباح.
تأثير التكنولوجيا على استثمار جيل Z في العقارات المصرية
والتكنولوجيا هي العامل الرئيسي في تسهيل دخول جيل Z إلى السوق العقاري، ومنصات مثل "ناوي شيرز"، "صندوق SAFE"، و"فريدة" تتيح شراء أجزاء من العقارات عبر تطبيقات رقمية، مع متابعة العوائد المستدامة دون زيارات ميدانية.
وعبدالعظيم عثمان، الشريك المؤسس لمنصة "ناوي"، يؤكد أن جيل Z رقمي بنسبة 100%، وهو أكثر وعيًا بالاستثمار، مما يجعلهم متحمسين للحلول الرقمية التي توفر معلومات فورية عن قيمة الاستثمارات وأفضل الفرص.
وفي 2025، شهدت مصر انتشار العقارات المرمزة، التي تمنح الجيل Z فائضًا استثماريًا دون ديون، وهذه التقنية تعتمد على البلوكشين لضمان الشفافية والمرونة، مما يلبي توقعات الجيل الرقمي.
ووفقًا لتقارير حديثة، ارتفع حجم أعمال شركات مثل "ناوي" بنسبة 60% في 2025 مقارنة بـ2024، بسبب توجه الشباب نحو الأصول الثابتة التي تزداد قيمتها مع الزمن.
كما أن التطبيقات الرقمية تقلل من الأعباء التقليدية، مما يمنح الطبقة المتوسطة فرصة لإعادة تمكين نفسها اقتصاديًا، كما يشير صقر.
التغييرات التشريعية وإنشاء الصناديق العقارية في مصر 2025
ودعمت التعديلات التشريعية في مصر نمو الاستثمار الجزئي، وفي نوفمبر 2025، وافقت هيئة الرقابة المالية على تأسيس 5 صناديق عقارية جديدة، بالإضافة إلى تراخيص لإدارة محافظ الأوراق المالية وصناديق الاستثمار العقاري.
ومن بينها، شركة "ناوي شيرز"، "صقر"، "كو ويلث"، و"صندوق امتلاك للمشروعات العقارية".
كما تأسست في سبتمبر شركتان تحت "مدينة مصر": صندوق SAFE وشركة SAFE لإدارة الصناديق، وهذه التغييرات جعلت الصناديق العقارية (REITs) خيارًا جذابًا مقارنة بالأسهم التقليدية.
ومحمود جاد، رئيس إدارة البحوث بشركة العربي الإفريقي الدولي، يوضح أن تقييم الشركات يعتمد على صافي قيمة الأصول، وأن REITs تتداول بخصم 20-30% في الأسواق الناشئة بسبب السيولة والمخاطر.
ومع ذلك، شهدت منصة "فريدة" مبيعات استثنائية بلغت 170 وحدة بقيمة 3.5 مليار جنيه في أقل من 7 أشهر، مع توقعات بوصول المبيعات الدفترية إلى 10 مليارات جنيه بنهاية 2026.
في مناطق مثل محيط المتحف المصري الكبير، أصبحت أكثر طلبًا للاستثمار، حيث يشكل جيل Z عددًا كبيرًا من المستثمرين بفضل استعدادهم للمفاهيم الجديدة.
تأثير جيل Z على السوق العقاري المصري في 2025
وأدى دخول جيل Z إلى زيادة الطلب على الإسكان الميسور والمشروعات الذكية في مدن الجيل الجديد مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة.
ومع نمو السوق بنسبة 7% في 2024 واستمراره في 2025، جذب القطاع استثمارات أجنبية تصل إلى 1.4 مليار دولار من خلال مشاركة مستثمرين من الخليج.
كما أن المدن الجديدة توفر فرصًا استثمارية مثالية، مع توقعات إكمال 104 مشاريع بحلول 2028-2029.
ومع ذلك، يواجه الرؤساء التنفيذيون تحديًا في ابتكار أدوات تتناسب مع سرعة ومرونة جيل Z، الذي قد لا يمتلك دخلاً ثابتًا لكنه يمتلك عقلية استثمارية حديثة، وتمكين هذا الجيل داخل الصناعة يعيد تشكيل الخريطة الاقتصادية، كما يشير الدكتور أحمد صقر.
مستقبل الاستثمار العقاري في مصر مع جيل Z
وغير جيل Z عمل الاستثمار العقاري في مصر من خلال التركيز على الملكية الجزئية، التكنولوجيا، والأصول الثابتة.
ومع بيانات 2025 التي تظهر نموًا ملحوظًا، يبدو أن هذا الجيل سيستمر في دفع السوق نحو الابتكار والشمولية. للمستثمرين الجدد، يمثل هذا فرصة للبدء بصغير، لكن مع عوائد كبيرة على المدى الطويل.
