كيفن هاسيت.. الأقرب لقيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
برز أسم كيفن هاسيت بقوة إلى صدارة المشهد الاقتصادي في الولايات المتحدة، بعد تصاعد التوقعات حول اختياره رئيساً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلفاً لجيروم باول، الذي تنتهي ولايته العام المقبل لترتفع أسهم هاسيت خلال الأسابيع الأخيرة داخل أروقة البيت الأبيض ودوائر المال الأمريكية، ليكون المرشح الأوفر حظاً لتولي المنصب الأكثر تأثيراً في رسم السياسة النقدية الأمريكية والعالمية.
يأتي ذلك في وقت تتجه فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب لحسم القرار قبل أعياد الميلاد نهاية الشهر الجاري، وفق ما أعلنه وزير الخزانة سكوت بيسنت، بينما يلمّح ترامب نفسه إلى أنه "يعرف خياره بالفعل"، دون الإفصاح عنه.
خلفية مهنية حافلة بالخبرة داخل البيت الأبيض
يُعد كيفن هاسيت واحداً من أبرز الاقتصاديين الجمهوريين في الولايات المتحدة، وهو حالياً مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، كما شغل منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للرئيس خلال الفترة من 2017 إلى 2019، قبل أن يعود مرة أخرى للإدارة الأمريكية في عام 2020 مستشاراً رفيعاً لدعم القرارات الاقتصادية خلال جائحة كورونا.
وبفضل خبرته الواسعة، كان هاسيت أحد أبرز الأصوات المؤثرة في السياسات الاقتصادية داخل البيت الأبيض، من الضرائب والتجارة، إلى قضايا الإدمان وتخفيف القيود التنظيمية. كما كان المتحدث الأبرز لترامب في الملفات الاقتصادية، وظهر بشكل مستمر على أبرز القنوات التلفزيونية مثل فوكس نيوز، سي إن بي سي، بلومبرج، وسي إن إن، حتى أنه في بعض الأحيان أدار المؤتمرات الصحفية في البيت الأبيض.
دور سياسي ممتد في حملات الجمهوريين
لم تقتصر مساهمات هاسيت على العمل الحكومي، بل كان أيضاً جزءاً أساسياً من الحملات الرئاسية للحزب الجمهوري. فقد عمل مستشاراً اقتصادياً لجون ماكين وجورج بوش الابن وميت رومني، ما يعكس مكانته الرفيعة داخل الدوائر السياسية والاقتصادية للحزب.
ويعمل هاسيت حالياً نائباً لرئيس The Lindsey Group، وزميلاً زائراً في معهد هوفر، إضافة إلى كونه مساهماً اقتصادياً في شبكة "سي إن إن" ومستشاراً لموقع "كابيتال ماترز" التابع لمجلة ناشيونال ريفيو.
رؤية اقتصادية قريبة من ترامب.. وخفض الفائدة في المقدمة
وتتوافق رؤية هاسيت النقدية مع توجهات ترامب بشكل كبير، خصوصاً فيما يتعلق بأسعار الفائدة، ففي 20 نوفمبر الماضي، صرح لقناة "فوكس نيوز" قائلاً إنه "سيقوم بخفض الفائدة الآن" لو كان رئيساً للفيدرالي، مؤكداً أن "البيانات تشير إلى ضرورة القيام بذلك".
ولم يتردد هاسيت في انتقاد البنك المركزي لفقدانه السيطرة على التضخم بعد جائحة كورونا، وهو موقف يتقاطع تماماً مع هجمات ترامب المتكررة على جيروم باول، الذي اتهمه سابقاً بالتأخر في خفض تكاليف الاقتراض.
هذا التقارب يعزز فرضية أن ترامب يرى في هاسيت الشخصية الأنسب لقيادة الفيدرالي في المرحلة المقبلة، خاصة مع رغبة الإدارة في تبني سياسة نقدية أكثر مرونة.
هل يصبح هاسيت الرئيس القادم للفيدرالي؟
ومع اقتراب لحظة الحسم، يبدو أن جميع المؤشرات ترشح كيفن هاسيت لقيادة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بسبب العلاقة الوثيقة بينه وبين ترامب، إلى جانب خبرته الطويلة ورؤيته المنسجمة مع أولويات الإدارة، تجعله الخيار الأكثر اتساقاً مع المرحلة المقبلة.
