عوائد سندات أوروبا ترتفع مع ترقب المستثمرين لبيانات التضخم
ارتفعت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو اليوم الاثنين، وسط متابعة دقيقة من المستثمرين لتحركات سوق السندات الأميركية، في ظل ترقب بيانات التضخم الأوروبية المقرر صدورها غدًا الثلاثاء. وتركز المستثمرون بشكل خاص على الطرف طويل الأجل من منحنى العائد الألماني، الذي ظل قرب أعلى مستوياته خلال أكثر من ست سنوات، في مؤشر على استمرار القلق بشأن التوقعات الاقتصادية والتضخم المستقبلي.
ويعكس هذا الارتفاع في العوائد استمرار تأثير السياسة النقدية العالمية على أسواق السندات الأوروبية، حيث يلقي المستثمرون نظرة متأنية على عوائد سندات الخزانة الأميركية لأخذ مؤشرات حول مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. وبلغت العوائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات 2.70%، مرتفعة بمقدار 0.015 نقطة أساس، في حين بلغ الفارق بين عوائد السندات الألمانية لأجل 30 و10 سنوات 64.11 نقطة أساس، بعد أن سجل 64.40 نقطة أساس أواخر نوفمبر، وهو الأعلى منذ مايو 2019.
وكان البرلمان الألماني قد أقر مؤخرًا موازنة عام 2026 مع ديون جديدة تفوق 180 مليار يورو، موضحًا كيفية استخدام القوة المالية لبرلين لتنشيط الاقتصاد الوطني، الذي يعاني من تباطؤ طفيف، وهو ما يمثل عامل ضغط إضافي على تكاليف الاقتراض الحكومية ويؤثر في منحنى العوائد.
وتترقب الأسواق الأوروبية بيانات التضخم لمنطقة اليورو المقرر صدورها غدًا، على الرغم من أن البيانات الوطنية الأخيرة عززت توقعات الاقتصاديين بعدم وجود تخفيضات إضافية لأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي خلال المستقبل القريب. وتشير هذه التوقعات إلى أن البنك الأوروبي سيستمر في الحفاظ على السياسة النقدية الحالية حتى عام 2027، وهو ما يقلل من التذبذب المتوقع في سوق السندات الأوروبية على المدى القصير.
وعلى الصعيد الأميركي، ارتفعت عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات إلى 4.04%، بعد صعودها يوم الجمعة وسط تداولات منخفضة بسبب عطلة عيد الشكر، فيما بلغ الفارق بين تكلفة الاقتراض الأميركي والألماني لأجل 10 سنوات 133.50 نقطة أساس، بعد أن سجل 131.96 نقطة أساس الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل 2024. ويعد هذا الفارق مؤشراً على التأثير الكبير للسوق الأميركي في تحديد اتجاهات العوائد الأوروبية، حيث يستجيب المستثمرون بشكل مباشر لتغيرات السياسة النقدية الأميركية وتأثيرها على الأسواق العالمية.
وتشير المؤشرات الأخرى في السوق الأوروبي إلى ارتفاع عوائد السندات الألمانية لأجل سنتين إلى 2.04%، وهو الجزء الأكثر حساسية لتوقعات السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي. كما بلغ الفارق بين السندات الإيطالية والألمانية – المعروف باسم "سبريد المخاطر" – أدنى مستوى له خلال 15 عامًا عند 68.80 نقطة أساس، ما يعكس تحسنًا نسبيًا في تقييم المخاطر المرتبطة بالديون الإيطالية مقارنة بالأمان الألماني.
ويعكس هذا الأداء في سوق السندات الأوروبية التوازن الحذر بين المخاوف من التضخم والضغوط العالمية، مع مراقبة دقيقة لتوجهات السياسة النقدية الأميركية والأوروبية على حد سواء، ما يجعل بيانات التضخم المرتقبة في منطقة اليورو مفتاحًا رئيسيًا لتحديد مسار العوائد في الأيام القادمة.
