مبيعات تسلا تهوي في السوق الأوروبية وسط منافسة متزايدة وتراجع اهتمام المستهلكين
شهدت مبيعات سيارات تسلا في السوق الأوروبية خلال شهر نوفمبر تراجعًا حادًا، حيث أظهرت بيانات رسمية انخفاض التسجيلات بشكل ملحوظ في فرنسا والدنمارك، رغم إطلاق الشركة الأميركية لنسخة جديدة من سيارتها الأكثر مبيعًا موديل واي. ويعكس هذا التراجع استمرار الشركة في مواجهة خسائر حصتها السوقية في أوروبا وسط منافسة شرسة من شركات سيارات تقليدية وجديدة، خصوصًا الصينية منها.
وأظهرت البيانات أن فرنسا سجلت انخفاضًا بنسبة 58% في مبيعات تسلا خلال الشهر الماضي، حيث تم بيع 1,593 سيارة فقط، مقارنة بالعام السابق. وفي الدنمارك، هبطت التسجيلات بنسبة 49% لتصل إلى 534 سيارة، مع احتلال موديل واي المرتبة الثالثة والعشرين من حيث الأكثر مبيعًا بعد بيع 206 وحدات فقط. ويشير هذا التراجع إلى تحديات متنامية تواجه الشركة الأميركية في السوق الأوروبية، بما يشمل تفضيلات المستهلكين وتنامي المنافسة.
وكان تباطؤ مبيعات تسلا في أوروبا قد بدأ أواخر العام الماضي بعد تصريحات مثيرة للجدل لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك أشاد فيها بشخصيات سياسية يمينية، ما أدى إلى موجة احتجاجات واسعة أثرت على سمعة العلامة التجارية في المنطقة. ورغم محاولات ماسك في الأشهر الأخيرة تقليل نشاطه السياسي، فإن أداء تسلا الأوروبي لم يتعافَ بعد، ما يشير إلى وجود تحديات استراتيجية أعمق تواجه الشركة في السوق.
ويرى محللون أن تراجع مبيعات تسلا في أوروبا لا يعود فقط إلى الضغوط السياسية أو الجدل الإعلامي، بل يتعلق أيضًا بالمنافسة المتزايدة من شركات سيارات صينية وأوروبية تقدم منتجات بأسعار منافسة وتقنيات حديثة، إلى جانب قدم تشكيلة سيارات تسلا الحالية. كما ركز ماسك معظم جهوده هذا العام على مشروعات جديدة للشركة في مجال الروبوتات والحصول على موافقة المساهمين على مبادراته المتنوعة، ما حد من تركيز الشركة على تعزيز حضورها في السوق الأوروبية واستعادة ثقة المستهلكين.
وفي أكتوبر الماضي، كشفت تسلا عن نسخ منخفضة السعر من سيارتي موديل واي الرياضية متعددة الاستخدامات وموديل 3 السيدان، بهدف جذب قاعدة أوسع من المشترين. ومع ذلك، لم تتوفر موديل 3 بعد في معظم الأسواق الأوروبية. وفي الدنمارك، ارتفعت تسجيلات موديل 3 بنسبة 29% لتصل إلى 326 سيارة، ما جعلها السيارة الثامنة الأكثر مبيعًا، بينما تراجعت تسجيلات موديل واي بنسبة 74%. وتشير هذه البيانات إلى أن استجابة السوق للمنتجات الجديدة لم تكن كافية لتعويض التراجع العام في مبيعات الشركة.
ويعكس الوضع الحالي في أوروبا تحديات تسلا العالمية في موازنة النمو السريع مع الاستدامة التجارية، خصوصًا في الأسواق المتقدمة التي تشهد منافسة شديدة وتفضيلات متغيرة للمستهلكين. ويعتبر هذا الانخفاض الأخير في المبيعات إشارة مهمة للشركة لإعادة تقييم استراتيجياتها التسويقية والإنتاجية في القارة الأوروبية، وتحسين قدراتها على التنافس في بيئة تتسم بالتقلبات العالية والابتكارات السريعة.
