البيتكوين تهبط دون 86 ألف دولار مع تراجع حاد في سوق العملات المشفرة
شهد سوق العملات المشفرة اليوم الاثنين انخفاضًا حادًا، مع تراجع شهية المخاطر ودخول المستثمرين في موجة بيع مفاجئة، مما دفع سعر البيتكوين إلى الهبوط دون مستوى 86 ألف دولار، بعد أن فقدت العملة الرقمية الأكبر نحو 6% من قيمتها خلال ساعات قليلة فقط. هذا الانخفاض المفاجئ أحدث صدمة في السوق، الذي شهد خسارة أكثر من 200 مليار دولار من القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية.
جاءت هذه التراجعات بعد سلسلة من الارتفاعات القوية، حيث صعد سعر البيتكوين بنحو 12% خلال الأيام الماضية، أي ما يعادل أكثر من 10 آلاف دولار، عقب انخفاضه في نوفمبر الماضي إلى مستويات قريبة من 81 ألف دولار. ومع ذلك، فإن عمليات البيع الأخيرة عمّقت التراجع المسجل خلال الثلاثين يومًا الماضية ليصل إلى نحو 19.85%، في ظل ضغوط تصفية مراكز الرافعة المالية والتوترات الاقتصادية العالمية المستمرة.
وبحسب بيانات المنصات الرقمية، بلغ إجمالي القيمة السوقية للعملات المشفرة حوالي 2.94 تريليون دولار، مع تسجيل أحجام تداول يومية تصل إلى نحو 116.18 مليار دولار. وفي وقت إعداد هذا التقرير، تراجعت البيتكوين بنسبة 4.9% لتُتداول عند مستوى 86,545 دولارًا، بقيمة سوقية تقارب 1.73 تريليون دولار.
يأتي هذا التراجع وسط حالة من التذبذب الممتد في أسواق العملات الرقمية منذ أسابيع، حيث بدأت موجة البيع بخسائر تجاوزت 19 مليار دولار من رهانات الرافعة المالية مطلع أكتوبر، بعد أيام قليلة من بلوغ البيتكوين أعلى مستوى تاريخي لها عند 126,251 دولارًا. ورغم هذه التراجعات، ساهم انحسار ضغوط البيع الأسبوع الماضي في استعادة بعض الزخم، ما سمح للبيتكوين بالعودة فوق مستوى 90 ألف دولار لفترة محدودة.
ويعكس هذا التذبذب الحاد في سوق العملات المشفرة تأثر السوق بعدة عوامل رئيسية، منها توقعات السياسة النقدية الأمريكية والبيانات الاقتصادية العالمية، فضلاً عن استمرار المخاطر الجيوسياسية والمالية التي تؤثر على شهية المستثمرين للمخاطرة. وفي هذا السياق، يترقب المستثمرون الأسبوع المقبل صدور مؤشرات اقتصادية أميركية حاسمة، والتي من المتوقع أن تعيد تحديد مسار السياسة النقدية، بما في ذلك احتمالات خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الأشهر المقبلة وحتى عام 2026.
ويشير محللون إلى أن استمرار تذبذب السوق يعكس عدم استقرار معنويات المستثمرين، حيث تتأرجح بين موجات ارتفاع مفاجئة وموجات بيع حادة، ما يجعل التداول في العملات الرقمية عالي المخاطر. ومع ذلك، لا يزال العديد من المستثمرين يراهنون على عودة الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة إذا ما توافرت ظروف اقتصادية مواتية وتراجع ضغوط الرافعة المالية.
تجدر الإشارة إلى أن سوق العملات المشفرة، بقيادة البيتكوين والإيثيريوم، لا يزال يمثل جزءًا متناميًا من الأسواق المالية العالمية، حيث يستقطب سيولة ضخمة من المستثمرين الأفراد والمؤسسات، رغم التحديات المستمرة من التذبذب الحاد والرقابة التنظيمية في مختلف الأسواق.
