الإثنين 01 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

مستثمر شاب ينجح في توطين صناعة "الدرافيل" لأول مرة في تاريخ مصر

الإثنين 01/ديسمبر/2025 - 05:50 م
صناعة الدرافيل
صناعة الدرافيل

في وقت ما الناس بتتكلم إن الصناعة في مصر واقفة، وإن البيروقراطية بتخنق أي حد بيفكر يستثمر، طلع شاب مصري قرر يعمل العكس تمامًا.

ما اكتفاش إنه ينشئ مشروع لنفسه، لكن راح جاب شركة عالمية كاملة من بره، ووطن صناعة عمرها ما اتعملت جوه البلد
القصة هنا مش بس افتتاح مصنع، دي حكاية إزاي فكرة صغيرة، واستثمار متوسط، ممكن يغير شكل الصناعة المحلية كلها.

القصة بدأت من حوالي 3 سنين، لما أحمد ماهر، شاب اشتغل برا مصر سنين طويلة في مجال الدرافيل وكسوة الرولات الصناعية، قرر ياخد خطوة غير متوقعة، بدل ما يكمّل شغله في مجموعة صناعية كبيرة بره، رجع مصر وقرر يأسس أول مصنع من نوعه في الشرق الأوسط، بالتعاون مع شركة إسبانية عالمية اسمها Gomplast.

الشركة دي ليها مصانع في إسبانيا وإيطاليا والصين والهند وهندوراس، وفروع في باكستان وبنجلاديش ومع ذلك، أول مرة تدخل الشرق الأوسط كان على إيد شاب مصري.

المصنع اتبنى في منطقة الـ6 ملايين متر في العاشر من رمضان المنطقة دي كانت لسنين طويلة بتعاني من مشاكل مرافق وتعطيل وخدمات ضعيفة، لكن الفترة الأخيرة حصل فيها تحسن كبير: محطة كهرباء خاصة اشتغلت، توزيع الجهد اتظبط، المياه وصلت، والغاز على وشك يخلص، الخدمات دي فتحت الباب إن مصانع جديدة تقدر تبدأ شغلها بجد من غير ما تتعطل.

واللافت في الموضوع إن استثمارات المصنع مش كبيرة، حوالي 1.5 مليون يورو بس، على مساحة 3000 متر، ورغم كده، تأثيره ضخم جدًا، لأنه بيصنع حاجات مصر كانت بتستوردها بالكامل:

درافيل صناعية.

كسوة الرولات بالكاوتش والبولي يوريثان.

خلطات الكاوتش اللي بتدخل في خطوط إنتاج.

خدمات أساسية لمصانع الغزل والنسيج والبلاستيك والورق والألومنيوم.

والحاجات دي يمكن شكلها بسيط، لكن السوق المصري بيدفع فيها حوالي 30 مليون دولار سنويًا استيراد، والمصنع الجديد قادر يقلل الرقم ده تدريجيًا لحد ما يختفي تمامًا في خلال كام سنة.

المخطط إن في أول سنة نص الخلطات يتعمل في مصر، والنص التاني ييجي من إسبانيا لحد ما التكنولوجيا تتنقل بالكامل، وبعد 3 سنين، الإنتاج يبقى مصري 100%، وكمان 40% من الإنتاج هيتصدر لأسواق أفريقيا والشرق الأوسط، يعني مش بس إحلال واردات، ده كمان دخول عملة صعبة.

والقصة دي فتحت النقاش حوالين نوع الصناعات اللي مصر محتاجاها مش شرط مصنع ضخم باستثمارات 200 مليون دولار بالعكس، 100 مصنع صغير ومتخصص زي ده ممكن يوفروا عشرات الملايين من الدولار اللي بتخرج كل سنة على حاجات محدش بياخد باله منها
صناعات زي الرولات، الضفائر، السوست، أجزاء الماكينات، الفايبر، وقطع الغيار، كلها كانت مستوردة بالكامل، لكن دلوقتي بدأت تنتشر محليًا، وتبني شبكة توريد كاملة حوالين الصناعات الكبيرة.

وخليني اقولك ان نجاح أحمد ماهر مكانش سهل واجه بيروقراطية، تأخير، مشاريع واقفة، وظروف صعبة للمستثمرين، لكن التجربة بتثبت إن لما الخدمات تتظبط، والإدارة تروح للقطاع الخاص، والتراخيص تتبسط الشباب المصري يقدر يعمل معجزات.

والمصنع خلاص فاضله كام خطوة وهيتفتح رسميًا خلال أسابيع، في حضور وزراء، لكن الحقيقة إن أهم حاجة اتعملت مش الافتتاح، المهم إن صناعة جديدة اتولدت في مصر، على إيد شاب آمن إن بلده تستحق.