تصاعد التوترات في سوق النحاس مع بلوغ الأسعار ذروة تاريخية
يتعرض سوق النحاس العالمي لاضطرابات واسعة بعدما سجل المعدن الأحمر مستويات سعرية قياسية، ما أثار حالة من القلق بين المستثمرين والصناعيين على حد سواء.
يشهد السوق ـ كما جاء في بيانات اليوم ـ اختلالات حادة بين العرض والطلب، في ظل ضعف في الإمدادات نتيجة تقلّص الإنتاج من المناجم الكبرى على مستوى العالم، بينما يبقى الطلب مرتفعًا بفعل التوسع في مشروعات البنية التحتية والطاقة المتجددة وصناعات التكنولوجيا.
في هذا السياق، يلعب تراجع الإنتاج ـ خصوصًا في دول كبرى منتجة للنحاس ـ دورًا مهمًا في تفاقم النقص على المعروض، ما يدفع الأسعار نحو الارتفاع. كما أن ضعف الدولار الأمريكي جعل المعدن أكثر جاذبية للمشترين الدوليين، ما زاد من وتيرة التداولات، الأمر الذي انعكس على أسعار النحاس في بورصات المعادن.
وعلى صعيد الطلب، تستمر الصين في احتلال مرتبة الصدارة كمستهلك رئيسي للنحاس، رغم بعض الانكماش في قطاعات البناء والصناعة نتيجة تباطؤ نشاطاتها الاقتصادية؛ لكن الطلب على النحاس ضمن قطاعات الطاقة والتحول نحو مصادر طاقة نظيفة لا يزال قويًا، ما يساهم في دعم الأسعار.
وسط هذه العوامل، تبدو السوق عرضة لتصاعد التوترات: المستثمرون يسارعون إلى الشراء تخوفًا من نقص العرض، بينما يتخوّف المصنّعون من ارتفاع تكلفة المواد الخام، في وقت تتزايد فيه المخاوف من اضطرابات إضافية في سلاسل التوريد.
من جهة تحليلية، تُظهر التوقعات أن الضغوط على الإمداد قد تستمر خلال 2025–2026، مع احتمال تسجيل عجز ملموس بين الإنتاج والطلب، خاصة مع تزايد الطلب على المعادن المستخدمة في الطاقة المتجددة والبنية التحتية والمشروعات الصناعية الثقيلة.
في ضوء ذلك، يراقب العاملون في قطاع المعادن والصناعة بحذر التطورات القادمة، خاصة إذا استمرت المعوقات على مستوى الإنتاج والتوريد أو تصاعدت التوترات التجارية والجيوسياسية، وهو ما قد ينعكس على أسعار النحاس محليًا — ومنها الأسواق في مصر.
