تراجع أسعار النحاس والألمنيوم مع ترقب الأسواق لمسار الفائدة الأمريكية
                        شهدت أسعار النحاس والألمنيوم تراجعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم الثلاثاء، وسط حالة من الترقب في الأسواق العالمية بشأن مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، حيث انخفض النحاس بنحو 1%، بينما تراجع الألمنيوم من أعلى إغلاق له في أكثر من ثلاث سنوات.
ويأتي هذا التراجع في ظل ضغوط قوية من ارتفاع الدولار الأمريكي، وعدم اليقين حول توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة خلال ديسمبر المقبل، بعد تصريحات متباينة من عدد من المسؤولين.
وأكدت تقارير من بورصة لندن للمعادن أن العقود الستة الرئيسية شهدت تراجعًا جماعيًا، مع عودة المستثمرين إلى التركيز على السياسة النقدية الأمريكية وتباطؤ الاقتصاد الصيني، بعد انحسار التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في تصريحات حديثة، إن خفض الفائدة في ديسمبر "ليس أمرًا محسومًا"، مشيرًا إلى أن البنك المركزي ما زال يراقب بعناية مسار التضخم في ضوء البيانات الاقتصادية الأخيرة. وفي المقابل، صرّح رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، بأنه يولي اهتمامًا أكبر لمخاطر التضخم مقارنةً بأوضاع سوق العمل، ما يعكس استمرار تباين الرؤى داخل المجلس بشأن توقيت التيسير النقدي المقبل.
هذا الغموض في التوجهات انعكس مباشرة على أسعار المعادن الأساسية، إذ دفع المستثمرين إلى تقليص مراكزهم الشرائية التي كانت قد ارتفعت عقب الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين. ومع ارتفاع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري إلى قرب أعلى مستوياته منذ مايو، أصبحت السلع المقوّمة بالدولار أكثر كلفة للمشترين من حائزي العملات الأخرى، مما زاد الضغط على أسعار المعادن.
وفي المقابل، أشار محللون إلى أن الأسواق ما زالت تتلقى دعمًا من جانب العرض، لا سيما مع استمرار القيود على الطاقة الإنتاجية في الصين واضطرابات الإنتاج في مناجم النحاس بدول أمريكا الجنوبية، ما يحد من المعروض العالمي من المعدن الأحمر. كما تواصل مصاهر الزنك في الغرب خفض إنتاجها، مما يضيف عاملاً آخر لدعم الأسعار على المدى المتوسط.
وسجل سعر النحاس في بورصة لندن للمعادن انخفاضًا بنسبة 1.3% ليصل إلى 10,712.50 دولارًا للطن عند الساعة 1:48 ظهرًا بتوقيت شنغهاي، فيما تراجع الألمنيوم بنسبة 0.7%، وهبط الزنك بنسبة 0.3% بعد أن أغلق يوم الاثنين عند أعلى مستوى له هذا العام. كما انخفض خام الحديد بنسبة 1.6% إلى 103.35 دولارات للطن في سنغافورة.
ورغم هذا التراجع اللحظي، يتوقع محللون أن تظل أسعار المعادن الأساسية مدعومة بعوامل هيكلية تتعلق بالطلب المتزايد على المواد المستخدمة في التحول الأخضر وصناعات الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية، وهو ما قد يحد من اتساع نطاق التراجع في الأشهر المقبلة.
                   
       
                
    
    
    
                                    
                                    