الجمعة 28 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

من المحلية إلى العالمية.. قفزة مصرية بـ 28 مصنعا تضعها على خريطة إنتاج الضفائر الكهربائية

الجمعة 28/نوفمبر/2025 - 06:30 ص
مصنع انتاج الضفائر
مصنع انتاج الضفائر الكهربائية

في أقل من 10 سنين، مصر قلبت المعادلة تمامًا في مجال مكونات السيارات، من دولة كانت بتستورد الضفائر الكهربائية، لواحدة من أهم الدول اللي بتصدرها للعالم كله، الضفيرة اللي هي أساس السيارة وعمودها الفقري بقت صناعة مصرية عالمية بتطلع من 28 مصنع شغالين بكامل طاقتهم، بين الياباني والألماني والتونسي والمصري.

والتطور الكبير ده مش مجرد توسع صناعي، ده انتقال لمستوى جديد بيحط مصر رسميًا على خريطة الإنتاج العالمي للسيارات.

لو في صناعة واحدة قدرت تغير شكل الصناعة المصرية في آخر كام سنة فهي صناعة "الضفائر الكهربائية" المكون الأساسي اللي مفيش عربية لا بنزين ولا كهربا تشتغل من غيره، واللي حصل إن مصر بقت مركز ضخم عالميًا، مش مجرد محطة تجميع.

القصة بدأت لما الشركات العالمية الكبيرة شافت إن مصر عندها ميزة مش موجودة في دول كتير: موقع استراتيجي، عمالة ماهرة، وتسهيلات استثمارية غير مسبوقة، ومن هنا، الشركات اليابانية والألمانية قررت تدخل بقوة.

سوميتومو اليابانية كانت أول سطر في الحكاية، النهارده عندها 9 مصانع شغالين، غير مصنع عملاق جديد مساحته 150 ألف متر مربع، وبتنتج لوحدها أكتر من 21 مليون ضفيرة في السنة، بتتصدر لأوروبا بالكامل، تخيل كمية الإنتاج دي داخل كام عربية؟ ملايين السيارات في أوروبا ماشية بضفائر مكتوب عليها "صنع في مصر".

بعدها دخلت ليوني الألمانية، واحدة من أكبر الشركات اللي بتورد لمجموعات ضخمة زي مرسيدس وBMW وفولكس فاجن، الشركة عندها 15 مصنع شغالين، ومعهم مصنع جديد رقم 16 في الروبيكي باستثمارات 40 مليون يورو، حجمها في مصر بقى أكبر وجود ليها خارج أوروبا!

وبعدين جات يازاكي اليابانية، اللي قررت تعمل أول مصنع ليها في الشرق الأوسط كله جوه مصر في الفيوم على مساحة 70 ألف متر المصنع بيشغل 3000 عامل، وتصديراته هتوصل لـ100 مليون يورو في السنة.

وبرضه الصناعة موقفتش على الأجانب، شركة كوفيكاب التونسية دخلت تستثمر 50 مليون دولار في مصانع جديدة مخصصة بالكامل للتصدير لأوروبا وأمريكا، وبكده بقت مصر مش بس بتجمع الضفيرة، لكن بتصنع مكوّناتها الأساسية.

أما المفاجأة بجد فهي دخول مجموعة السويدي المصرية بقوة، الشركة بدأت بناء مجمع صناعي كامل في الفيوم لإنتاج الضفائر والعوازل ومكوّنات أساسية للصناعة، وجود السويدي بيغير اللعبة؛ لأول مرة عندنا شركة مصرية بتنافس عالميًا في مكون حساس زي ده.

طب ليه كل الشركات دي اختارت مصر؟
السبب الأول هو الموقع الجغرافي، مصر في نص العالم تقريبًا، وطريق الشحن منها لأوروبا قصير وسهل، ووجود موانئ جديدة وشبكة طرق حديثة بيقلل وقت النقل بشكل كبير.

السبب الثاني هو جودة العمالة المصرية، الشركات العالمية اكتشفت إن العامل المصري بيقدر يشتغل بمعايير جودة زي الأوروبية بالظبط، ويمكن أرخص وأسرع، في مصنع سوميتومو، التركيب والتشغيل لأول مرة اتعمل بالكامل بأيدي مصرية!

السبب الثالث هو التسهيلات الاستثمارية، الرخصة الذهبية اللي الدولة بتقدمها بقت مفتاح كبير لأي مستثمر عايز يبدأ بسرعة من غير تعقيدات.

وبكده، لما نجمع إنتاج سوميتومو، ليوني، يازاكي، كوفيكاب، السويدي نوصل لـ أكبر تجمع صناعي للضفائر الكهربائية في الشرق الأوسط وإفريقيا، واحد من أكبر مراكز الإنتاج لأسواق أوروبا.

وخليني اقولك ان مصر دلوقتي مش مجرد دولة بتصنع مكونات، مصر بقت عقدة أساسية في سلسلة إنتاج السيارات في العالم، الضفائر اللي بتتصنع هنا هي اللي بتتحكم في كهرباء العربيات اللي بتمشي في شوارع برلين وباريس وطوكيو.

يعني باختصار.. الضفائر الكهربائية بقت واحدة من أنجح قصص التصنيع والتصدير في مصر وقصة لسه أولها.. والجايات أعظم.