تزايد رهانات خفض الفائدة يدفع الذهب إلى أعلى مستوياته في أسبوعين
سجّل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم الأربعاء، مقتربًا من أعلى مستوى له خلال أسبوعين، مدعومًا بتزايد توقعات المستثمرين بشأن اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة في ديسمبر المقبل. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع ضغوط متزايدة على الدولار وتراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، ما عزز الإقبال على المعدن النفيس باعتباره أحد أهم الأصول الآمنة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
وبحلول الساعة 04:37 بتوقيت جرينتش، ارتفع الذهب في السوق الفورية بنسبة 0.7% ليسجل نحو 4,160.12 دولارًا للأوقية، وهو المستوى الأعلى منذ الرابع عشر من نوفمبر. كما صعدت العقود الآجلة للذهب لتسليم ديسمبر بنسبة 0.4% إلى 4,158.00 دولارًا للأوقية، مواصلة مكاسبها المدفوعة بارتفاع توقعات خفض الفائدة في الأسواق الأمريكية.
وأشار كبير محللي الأسواق في شركة كيه سي إم تريد، تيم ووترر، إلى أن ترجيحات الأسواق تتجه «بقوة نحو إمكانية خفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام»، وهو سيناريو تدعمه تصريحات تميل للتيسير النقدي صدرت مؤخرًا عن عدد من مسؤولي الفيدرالي، إلى جانب بيانات اقتصادية أقل قوة من المتوقع. وأضاف أن «الذهب يستفيد عادة من بيئة الفائدة المنخفضة لكونه أصلًا غير ذي عائد، بينما تتراجع جاذبية الدولار والسندات».
وفي السياق ذاته، كشفت بيانات رسمية نُشرت الثلاثاء أن مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة خلال شهر سبتمبر سجلت ارتفاعًا بأقل من التوقعات، فيما ارتفع مؤشر أسعار المنتجين على أساس سنوي بنسبة 2.7%، وهي النسبة ذاتها التي سجلها المؤشر في أغسطس، ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية ولكن بوتيرة مستقرة.
ضغوط على الدولار وتراجع في العوائد
تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في أسبوع، متأثرًا بتنامي الاعتقاد بأن المرشح الأقوى لتولي رئاسة الاحتياطي الفيدرالي، كيفن هاسيت، قد يتبنى توجهًا أكثر ليونة في السياسة النقدية. ويسهم ضعف الدولار في زيادة جاذبية الذهب للمستثمرين من حَمَلة العملات الأخرى، حيث يصبح المعدن المقوّم بالدولار أقل تكلفة لهم.
كما بقي العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات قرب أدنى مستوى له خلال شهر، بعد أن لامس انخفاضات جديدة في جلسة الثلاثاء، ما يعزز بدوره الطلب على الذهب نتيجة تراجع العوائد الحقيقية للاستثمارات البديلة.
وفي تصريحات أخرى ذات صلة، قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إن نظام الاحتياطي الفيدرالي لإدارة أسعار الفائدة «يواجه تحديات» ويحتاج إلى إعادة هيكلة تبسيطية ليصبح أكثر ملاءمة للمرحلة المقبلة.
ووفقًا لبيانات منصة فيد واتش، ارتفع احتمال خفض سعر الفائدة خلال اجتماع ديسمبر إلى 85% مقارنة بنحو 50% قبل أسبوع واحد فقط، ما يعكس تسارع تغيّر التوقعات في الأسواق المالية.
العوامل الخارجية: الصين في الواجهة
على الصعيد العالمي، أظهرت بيانات تجارية تراجع واردات الصين — أكبر مستهلك للذهب في العالم — عبر هونج كونج خلال أكتوبر بنسبة تقارب 64% مقارنة بشهر سبتمبر، في مؤشر قد يعكس ضغوطًا على الطلب الفعلي، رغم استمرار الإقبال الاستثماري عالميًا.
وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة 1.1% ليصل إلى 51.96 دولارًا للأوقية، بينما استقر سعر البلاتين عند 1,553.95 دولارًا، وحافظ البلاديوم على مستوى 1,397.43 دولارًا دون تغيير يُذكر.
ويترقب المستثمرون تقرير طلبات إعانة البطالة الأسبوعي في الولايات المتحدة، بحثًا عن إشارات جديدة قد تدعم توقعات مسار السياسات النقدية للفيدرالي خلال الفترة المتبقية من العام.
