اليوان عند أعلى مستوى في 13 شهراً مدعوماً بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
سجّل اليوان الصيني ارتفاعاً جديداً أمام الدولار للجلسة الرابعة على التوالي، ليصل إلى أعلى مستوى له خلال 13 شهراً، مدعوماً بمزيج من العوامل التي تتصدرها توقعات الأسواق بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال الشهر المقبل، إلى جانب سياسة توجيه قوية من قبل بنك الشعب الصيني نحو مستويات أكثر قوة للعملة المحلية.
وبحسب بيانات تداولات السوق في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، ارتفع اليوان في السوق الداخلية إلى مستوى 7.0815 للدولار عند الساعة 04:12 بتوقيت غرينتش، وهو المستوى الأقوى منذ 14 أكتوبر 2024. كما صعد في تعاملات الأسواق الخارجية إلى مستوى 7.0786 للدولار، بزيادة نسبتها 0.06%، ما يعكس استمرار التحسن في أداء العملة الصينية وسط ضعف متواصل للعملة الأمريكية خلال الأسابيع الأخيرة.
ويأتي هذا الصعود في ظل قيام بنك الشعب الصيني بضبط سعر منتصف التداول عند 7.0796 للدولار قبل افتتاح السوق، ليكون بذلك أقوى توجيه للعملة منذ أكتوبر 2024، وأعلى بـ29 نقطة أساس عن تقديرات المحللين. ويُسمح لليوان بالتحرك ضمن نطاق سعري يبلغ 2% صعوداً أو هبوطاً حول هذا المستوى يومياً.
طلب موسمي يدعم قوة العملة
ويرى متعاملون في أسواق الصرف أن هذه المكاسب لا ترتبط فقط بعوامل خارجية تتعلق بالدولار، بل تعكس أيضاً زيادة الطلب الموسمي على اليوان من قبل الشركات الصينية مع اقتراب نهاية العام المالي، حيث تتجه المؤسسات إلى تسوية جزء أكبر من إيراداتها المقومة بالدولار لتحويلها إلى العملة المحلية، وذلك بهدف تغطية المدفوعات الإدارية وسداد أجور الموظفين والتزامات أخرى.
معنويات سوق إيجابية
وفي السياق ذاته، قال محللون لدى بنك الصين التجاري إن المعنويات الإيجابية في الأسواق تعزز موقع اليوان وتدفعه لمواصلة اتجاهه الصاعد، مشيرين إلى أن تصريحات متحفظة صدرت مؤخراً من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن مستقبل الفائدة، إلى جانب مكالمة رفيعة المستوى بين قادة الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى آمال بتهدئة التوترات بين روسيا وأوكرانيا، شكّلت جميعها عوامل داعمة للثقة لدى المستثمرين.
وأضاف المحللون أن وتيرة ارتفاع اليوان قد تتباطأ نسبياً خلال الفترة المقبلة، إلا أن الاتجاه الصعودي سيظل قائماً حتى نهاية العام الجاري، مستشهدين بالحفاظ على المسار الهبوطي لمؤشر انعكاس المخاطر للدولار/اليوان لأجل شهر، وهو ما يعكس استمرار توقعات السوق بقوة أكبر للعملة الصينية.
تجاهل تحديات الاقتصاد المحلي
ورغم الضغوط التي يواجهها الاقتصاد الصيني، وعلى رأسها تباطؤ النمو، واستمرار تداعيات الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وضعف تدفقات الاستثمارات الأجنبية، فإن اليوان يمضي نحو تحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام 2020، مع نجاح بكين في الحفاظ على استقرار نسبي في أسواقها المالية ومعدلات فائدة منخفضة للغاية تهدف إلى تحفيز النشاط الاقتصادي.
وسيركز المستثمرون خلال الفترة المقبلة على ما سيصدر عن اجتماع المكتب السياسي للحزب الشيوعي ومؤتمر العمل الاقتصادي المركزي المقرر انعقادهما في ديسمبر القادم، حيث ستتم مناقشة الأجندة الاقتصادية والسياسات المالية والنقدية للعام 2026، ما سيقدم إشارات مهمة حول اتجاهات الإصلاح والإنفاق الحكومي ودعم الأسواق.
