أسامة ربيع يعلن عودة سفن ميرسك للعبور عبر قناة السويس.. وإيرادات نوفمبر ترتفع 27.5%
شهدت قناة السويس تطورًا مهمًا في مسارها الملاحي خلال شهر نوفمبر، بعد إعلان الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، التوصل إلى اتفاق مع مجموعة «ميرسك إي بي موللر» يقضي بالعودة الكاملة لسفنها للعبور عبر المجرى الملاحي للقناة، في خطوة تعزز ثقة الشركات العالمية في القناة كأحد أهم الطرق البحرية الدولية لنقل التجارة والطاقة.
وأوضح ربيع أن الاتفاق يأتي تتويجًا لمحادثات مكثفة بين الجانبين خلال الفترة الماضية، أسفرت عن توقيع شراكة استراتيجية جديدة بين الهيئة ومجموعة «ميرسك»، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يعكس ثقة المجموعة العالمية في قدرة قناة السويس على توفير ممر آمن وفعال وسريع لخدمة حركة التجارة الدولية.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن الاتفاق لا يمثل مجرد عودة لشركة ملاحية كبرى فحسب، بل يعكس تحسنًا في مؤشرات النقل البحري الدولي بعد تراجع عالمي خلال فترات سابقة، مضيفًا أن قناة السويس تعمل على تعزيز تنافسيتها من خلال تطوير مستمر للبنية التحتية والخدمات وخطط التوسع في مشروعات محورية مثل القناة الجديدة وتطوير الموانئ واللوجستيات.
وكشف الفريق ربيع أن نتائج هذا التحسن بدأت في الظهور بالفعل خلال شهر نوفمبر 2025، حيث حققت قناة السويس إيرادات بلغت نحو 383 مليون دولار، بزيادة نسبتها 27.5% مقارنة بإيرادات نوفمبر 2024 التي سجلت 300 مليون دولار، وتعد هذه القفزة مؤشراً على استعادة القناة جزءًا كبيرًا من حركة التجارة التي تأثرت خلال العامين السابقين نتيجة التحولات الجيوسياسية وتغيرات مسارات النقل.
وأشار ربيع إلى أن عدد السفن العابرة للقناة شهد هو الآخر ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغ 1156 سفينة خلال نوفمبر 2025 مقارنة بـ 1000 سفينة في الشهر نفسه من العام السابق، بنسبة زيادة 15.6%، ويعكس هذا النمو عودة طرق الملاحة التقليدية إلى وتيرتها الطبيعية، إلى جانب ثقة شركات النقل البحري في قناة السويس كأقصر وأسرع الطرق بين الشرق والغرب.
وأوضح ربيع أن هيئة قناة السويس تجري في الوقت ذاته محادثات متقدمة مع عدد من كبريات التوكيلات والشركات الملاحية الدولية، ومن بينها شركة CMA الفرنسية، التي يُتوقع أن تستأنف العبور الكامل لسفنها مطلع ديسمبر المقبل.
واعتبر رئيس الهيئة أن هذه التحركات تؤكد مكانة القناة في السوق الملاحي الدولي، وتبرز نجاح السياسات التي تتبعها الهيئة في دعم السيولة الملاحية وتقديم حلول تنافسية للشركات العالمية.
وأكد ربيع أن الهيئة تعمل على تعزيز استراتيجيتها طويلة المدى التي تتضمن تطوير الخدمات اللوجستية ودعم الشراكات مع الشركات البحرية الكبرى، إضافة إلى تنفيذ خطط تطوير تستهدف رفع كفاءة الممر الملاحي وزيادة طاقته الاستيعابية بما يلبي متطلبات التجارة العالمية خلال العقود المقبلة.
كما شدد على أن قناة السويس ستواصل تبني نهج مرن في القواعد التسعيرية والحوافز التجارية لجذب المزيد من الخطوط الملاحية، مع تطبيق سياسات تتيح للسفن الحصول على خدمات أسرع وأفضل وأكثر تنافسية.
