الإثنين 24 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

الأسواق الأوروبية تنتعش مع صعود قوي بدعم توقعات خفض الفائدة الأمريكية

الإثنين 24/نوفمبر/2025 - 02:16 م
الأسواق الأوروبية
الأسواق الأوروبية

استهلت أسواق الأسهم الأوروبية تعاملات الأسبوع اليوم الاثنين على ارتفاع جماعي، مدفوعة بحالة التفاؤل المسيطرة على الأسواق العالمية مع تجدد الآمال في إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقرر في ديسمبر المقبل، الأمر الذي انعكس مباشرة على مراكز المستثمرين وحركة السيولة داخل البورصات الأوروبية.

وجاء الافتتاح القوي بعد تداولات الأسبوع الماضي التي شهدت موجة من التقلبات في الأسواق العالمية، في ظل انتظار المحللين لنتائج اجتماعات البنك المركزي الأمريكي والتقييمات النهائية لبيانات التضخم والنمو في الولايات المتحدة. ومع تزايد التوقعات بأن الفيدرالي قد يميل إلى تخفيف سياسته النقدية بعد أشهر من التشديد ورفع سعر الفائدة إلى مستويات تاريخية، تلقت البورصات في القارة الأوروبية دفعة واضحة في بداية الجلسة.

وصعدت المؤشرات الرئيسية في أوروبا خلال التعاملات الصباحية، حيث شهد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي ارتفاعاً ملحوظاً مع مكاسب واسعة في قطاعات التكنولوجيا والبنوك والصناعة والسفر، وهي القطاعات الأكثر تأثراً بتغيرات الفائدة. كما ارتفع مؤشر داكس الألماني مع تحسن مزاج المستثمرين تجاه أسهم الشركات الصناعية، فيما سجل مؤشر كاك الفرنسي مكاسب طفيفة مدعوماً بتحسن تداولات شركات التكنولوجيا والاستهلاك.

ووفقاً لمحللين ماليين، فإن الأسواق العالمية باتت تتوقع بدرجة متزايدة أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة في ديسمبر، خاصة بعد صدور بيانات تشير إلى تباطؤ التضخم وتراجع الضغوط السعرية في عدد من القطاعات الأميركية. وكان هذا العامل بمثابة الإشارة التي انتظرها المستثمرون منذ أسابيع لتحسين المراكز الاستثمارية وفتح مواقع جديدة داخل أسواق الأسهم، خصوصاً مع ارتفاع مستويات السيولة وخروج جزء من الأموال من السندات الحكومية.

ويشير خبراء إلى أن خفض الفائدة لا ينعكس فقط على أسهم الشركات من حيث تكلفة الاقتراض وتمويل التشغيل، بل يدعم أيضًا معنويات الأسواق من خلال جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتحفيز الإنفاق والطلب، وهو ما يمكن أن يدفع الاقتصاد العالمي إلى مسار أكثر استقراراً خلال 2026، إذا استمرت المؤشرات الاقتصادية في التحسن.

وعلى صعيد القطاعات الأوروبية، سجلت شركات التكنولوجيا مكاسب قوية مع انخفاض العائد على السندات الأميركية، مما يعزز جاذبية الشركات ذات النمو السريع. كما استفادت شركات الطيران والسفر والفندقة من تحسن الرؤية الاقتصادية وتراجع المخاوف من كساد عالمي، وهو ما انعكس على أسهم كبرى شركات الطيران الأوروبية التي حققت مكاسب في تداولات صباح اليوم.

وفي المقابل، شهدت بعض أسهم السلع الأساسية تراجعاً طفيفاً، مع استمرار تذبذب أسعار الطاقة والمواد الأولية على خلفية حالة الحذر في أسواق السلع، بينما أبدت شركات التعدين تجارة أكثر تحفظاً، خاصة مع انتظار مزيد من البيانات عن الطلب الصناعي العالمي.

ومن المتوقع أن تظل أسواق الأسهم الأوروبية مرتبطة بالتطورات الأميركية خلال الفترة المقبلة، حيث سيمثل الاجتماع القادم للفيدرالي نقطة حسم لمسار الفائدة، وبالتالي لاتجاه الأسواق العالمية في نهاية الربع الأخير من 2025. كما ستراقب الأسواق بيانات النمو والتضخم المرتقبة في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، والتي ستحدد بدورها توجهات البنوك المركزية الأوروبية في الأشهر المقبلة.

ويؤكد محللون أن استمرار التفاؤل الحالي قد يدفع الأسهم الأوروبية لتحقيق مكاسب إضافية خلال الجلسات المقبلة، إلا أن ذلك سيظل مرهوناً بتأكيد خفض الفائدة فعلياً، مع استبعاد تغير كبير في التوجهات إذا جاءت بيانات التضخم الأميركية أعلى من المتوقع.