بلومبرج: أستراليا تحقق مكاسب غير متوقعة من الحرب التجارية الأمريكية
ذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية اليوم الاثنين أن أستراليا أصبحت واحدة من أبرز المستفيدين غير المتوقعين من الحملة التجارية التي تقودها الإدارة الأمريكية، حيث ساهمت الرسوم الجمركية على الواردات من بعض الدول في زيادة الطلب على المنتجات الأسترالية، لا سيما الذهب واللحوم الحمراء. ووفقاً للتقارير، فإن هذه المكاسب انعكست على تحسن مؤشرات الصادرات والنمو الاقتصادي في أستراليا خلال العام الجاري، ما أبرز قدرة الدولة على استغلال الفرص الناشئة من التوترات التجارية العالمية.
وأكدت الوكالة أن صادرات الذهب الأسترالي شهدت زيادة ملحوظة، مدفوعة بالطلب المتزايد من الأسواق العالمية، خصوصاً بعد فرض الرسوم الجمركية الأمريكية على بعض منافسي أستراليا الرئيسيين، ما جعل المعادن الثمينة الأسترالية أكثر قدرة على المنافسة في الأسواق الدولية. كما استفادت صناعة اللحوم الحمراء الأسترالية من القيود التجارية على الموردين الآخرين، حيث سجلت صادراتها ارتفاعاً ملموساً إلى الولايات المتحدة ودول أخرى ضمن أوروبا وآسيا.
وتشير بيانات رسمية أصدرتها وزارة التجارة والصناعة الأسترالية إلى أن صادرات الذهب واللحوم ساهمت في دعم الميزان التجاري، وتقليص تأثيرات التوترات العالمية على القطاعات الاقتصادية الأخرى. ويُعد الذهب أحد أهم موارد أستراليا الاستراتيجية، بينما تلعب صناعة اللحوم دوراً محورياً في الصادرات الزراعية للبلاد، ما يجعل أي نمو في هذين القطاعين مؤثراً بشكل مباشر على الناتج المحلي الإجمالي ومستوى الوظائف في تلك الصناعات.
وقالت بلومبرج إن الاستفادة الأسترالية من الحرب التجارية الأمريكية لم تقتصر على الزيادة في الصادرات فقط، بل شملت تحسين أرباح الشركات في قطاع التعدين والزراعة، ما عزز من ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في السوق الأسترالية. وعزا خبراء اقتصاديون هذه المكاسب غير المباشرة إلى قدرة أستراليا على التكيف بسرعة مع المتغيرات الدولية، واستراتيجياتها في تنويع أسواقها التصديرية لتقليل الاعتماد على سوق واحدة.
وأوضحت الوكالة أن التحولات الأخيرة في التجارة العالمية دفعت شركات أسترالية كبرى إلى تعزيز عملياتها التصديرية، وزيادة الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد على الذهب واللحوم، وهو ما انعكس إيجاباً على معدلات التوظيف في قطاع التعدين والزراعة، فضلاً عن القطاعات المرتبطة بالخدمات اللوجستية والنقل البحري، مما ساعد على خلق مزيج من الفوائد الاقتصادية متعددة الجوانب.
ويرى محللون أن أستراليا قد تواصل الاستفادة من هذه الديناميكيات التجارية إذا حافظت على سياسات تشجيعية للاستثمار والإنتاج، مع الاستمرار في استهداف الأسواق التي تعاني من قيود أو تعقيدات تجارية نتيجة الحروب التجارية، مع الحفاظ على جودة منتجاتها ومعايير التصدير العالمية. كما يشيرون إلى أن التحولات في الأسعار العالمية للسلع الأساسية مثل الذهب واللحوم ستظل عاملاً رئيسياً في استمرار هذه المكاسب.
وبحسب بلومبرج، فإن الحصيلة الإيجابية لأستراليا تأتي في وقت تواجه فيه اقتصادات عدة ضغوطاً من التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا، ما يجعل النمو الأسترالي المتفوق نسبياً في بعض القطاعات أمراً بارزاً. كما يشير التقرير إلى أن هذه التجربة تسلط الضوء على أهمية القدرة على الاستفادة من التحولات الاقتصادية العالمية وتحويل التحديات إلى فرص ملموسة للنمو.
وتنقل بلومبرج عن مسؤولين أستراليين أن الحكومة تتابع عن كثب أداء الصادرات، وتخطط لتعزيز دعم القطاعين الأساسيين عبر حوافز للاستثمار في التعدين والزراعة، وتسهيلات لوجستية لدعم التصدير، بما يضمن استدامة المكاسب وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الأسترالية في الأسواق العالمية.
