سناب شات تطلق برنامجًا متقدمًا للتحقق من العمر في أستراليا
في خطوة تعد هي الأولى من نوعها في سوق التواصل الرقمي بأستراليا، أعلنت شركة "سناب شات" يوم الإثنين عن بدء تنفيذ برنامج جديد للتحقق من أعمار المستخدمين في البلاد، وذلك استجابةً للتشريعات الجديدة التي تهدف إلى حظر استخدام الأطفال دون 16 عامًا لمنصات التواصل الاجتماعي. ومن المقرر أن يدخل القرار حيّز التنفيذ الشهر المقبل ضمن واحد من أكثر القوانين صرامة عالمياً في مجال تنظيم استخدام المراهقين للمنصات الإلكترونية.
أول تطبيق للبصمة المالية لحماية القُصّر
وتتعاون سناب شات في هذه المبادرة مع برنامج ConnectID المملوك للبنوك الأسترالية الكبرى، الذي يتيح التحقق من عمر المستخدم من خلال ربط حسابه البنكي بملفه الرقمي دون الحاجة إلى تقديم مستندات أو بيانات شخصية إضافية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الاعتماد على "البصمة المالية" كوسيلة رئيسية لتأكيد عمر المستخدم في إطار تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي.
كما ستوفر الشركة خياراً إضافياً للتحقق من العمر عبر مزود سنغافوري لخدمات الأمن الرقمي يدعى k-ID، والذي يستخدم تقنيات تقدير العمر من خلال صورة شخصية أو من خلال رفع بطاقة هوية حكومية. ويتيح هذا الدمج بين خيارين مختلفين مرونة أكبر للمستخدمين، ويعزز مصداقية أنظمة التحقق التي تسعى إلى منع الأطفال دون السن القانونية من استخدام التطبيق.
ضغوط تنظيمية غير مسبوقة
وتأتي هذه الخطوة من سناب شات بعد موافقة الحكومة الأسترالية العام الماضي على تطبيق حظر شامل للمراهقين دون 16 عاماً على المنصات الاجتماعية، في سابقة هي الأولى عالمياً. وتستهدف التشريعات الجديدة المنصات الرقمية التي تضم مستخدمين أصغر من السن القانونية، وفي حال مخالفة الشركات للقانون يمكن أن تواجه غرامات تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (نحو 31.95 مليون دولار أميركي).
وبحسب تقديرات سناب شات، فإن الحظر سيؤثر مباشرة على نحو 440 ألف مستخدم أسترالي تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً، ما يجعل التطبيق من بين أكثر المنصات المتضررة من التشريعات الجديدة مقارنة بتطبيقات أخرى في السوق الأسترالية.
الشركة تتمسّك بموقفها
وأوضحت سناب شات في بيان رسمي نشر على موقعها الإلكتروني أن الحكومة الأسترالية رفضت دفوع الشركة التي أكدت أنّها تُعد منصة محادثات ورسائل وليست منصة تواصل اجتماعي تقليدية، وقالت:
«رغم أننا نختلف بشدة مع هذا التقييم، سنلتزم بالقوانين المحلية كما نفعل في جميع البلدان التي نعمل فيها».
ويأتي هذا التوتر التنظيمي في سياق عالمي يتزايد فيه التركيز الحكومي على تأثير الشبكات الاجتماعية على القُصّر، بعد تقارير عديدة حذرت من مخاطر الإدمان الرقمي والتأثيرات النفسية السلبية للمحتوى غير المناسب.
حماية البيانات والخصوصية
وفي هذا الإطار، أكد أندرو بلاك، المدير التنفيذي لبرنامج ConnectID، أن النظام تم تصميمه ليحقق توازناً بين متطلبات الرقابة وحماية بيانات المراهقين، مؤكداً أن التحقق من العمر يتم دون مشاركة أي بيانات حساسة مع سناب شات. وأضاف:
«البرنامج لا يكشف أي معلومات سوى الإجابة بنعم أو لا على ما إذا كان المستخدم يبلغ 16 عاماً أو أكثر».
ويرى خبراء صناعة التكنولوجيا أن تجربة أستراليا قد تصبح نموذجاً تجريبياً لأسواق أخرى تستعد لإعادة تقييم التشريعات المرتبطة باستخدام الأطفال للإنترنت، خاصة مع تزايد الضغوط على الشركات الرقمية لتحمل مسؤوليات أكبر في حماية فئات المستخدمين الأصغر سناً.
