أسهم الذكاء الاصطناعي تقود الخسائر.. شنغهاي يتراجع لأدنى مستوى منذ أكتوبر
تراجعت الأسهم الصينية في ختام تعاملات اليوم الإثنين إلى أدنى مستوياتها منذ ستة أسابيع، بقيادة أسهم شركات الشرائح الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، وذلك عقب موجة بيع واسعة تأثرت بتقارير إعلامية حول السماح لشركة "إنفيديا" الأميركية ببيع شرائح متقدمة للصين، مما أثار مخاوف المستثمرين بشأن بنية السوق التنافسية وتداعياتها على الشركات المحلية.
تراجع مؤشر شنغهاي المركب
وعند استراحة منتصف الجلسة، سجل مؤشر شنغهاي المركب انخفاضًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 3,821.68 نقطة، بعد هبوط سابق وصل إلى 0.5% في بداية التداولات. ويعد هذا المستوى الأدنى منذ 13 أكتوبر/تشرين الأول، ما يعكس الضغط الذي تتعرض له الأسهم الصينية في ظل حالة الحذر السائدة في السوق.
كما تراجع مؤشر CSI300 الذي يقيس أداء أكبر الشركات الصينية بنسبة 0.6%، بينما اتسعت خسائر السوق لتشمل معظم القطاعات المدرجة، وعلى رأسها شركات التكنولوجيا المتقدمة، خاصة المرتبطة بالمعالجات الدقيقة والحوسبة ونظم الذكاء الاصطناعي.
شرائح الذكاء الاصطناعي تتصدر الخسائر
ووفق بيانات السوق، جاءت شركات الشرائح الإلكترونية في مقدمة الأسهم المتراجعة، حيث انخفض مؤشر الذكاء الاصطناعي في CSI بنسبة 1.2%. كما هبط سهم شركة كامبريكون، إحدى أكبر منتجي شرائح الذكاء الاصطناعي في الصين، بنسبة وصلت إلى 2.5% مسجلاً أدنى مستوى له خلال شهر، لترتفع خسائر السهم إلى قرابة 10% منذ بداية الشهر الجاري.
وامتدت عمليات البيع إلى قطاعات أخرى مدعومة بالتكنولوجيا، حيث تراجع مؤشر المركبات الجديدة للطاقة بنسبة 2.4%، في حين انخفضت أسهم قطاع المعادن الأرضية النادرة بنسبة 1.3%، مع مخاوف من أن يؤثر دخول منتجات أميركية إلى السوق على القدرة التنافسية للشركات الصينية المنتجة لتكنولوجيا عالية الحساسية.
تقرير رويترز يزيد الضغوط
وتأتي هذه التحركات بعد تقرير لوكالة "رويترز" أفاد بأنّ الولايات المتحدة قد تسمح لشركة "إنفيديا" ببيع شرائح H200 المتطورة إلى السوق الصينية، وذلك بعد أشهر من القيود المشددة التي فرضتها واشنطن على تصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي والمعالجات عالية الأداء إلى الصين ضمن صراع تكنولوجي أوسع بين الجانبين.
ويرى محللون أن السماح بدخول شرائح أميركية متقدمة إلى الأسواق الصينية من شأنه إعادة خلط الأوراق في القطاع، وزيادة الضغوط على الشركات المحلية التي تسعى لتطوير بدائل وطنية خلال السنوات الأخيرة.
مؤشرات تؤكد تصحيحاً قصير الأجل
وقال محللون من شركة أورينت للأوراق المالية إن السوق دخل مرحلة تصحيح قصيرة الأجل نتيجة تراجع معنويات المستثمرين وتزايد عمليات جني الأرباح، مؤكدين أن وتيرة الهبوط قد تكون محدودة في ظل توقعات بتحسن الأداء بعد انتهاء موجة القلق الحالية.
ومن جانبها أشارت شركة تشاسينغ للأوراق المالية إلى أن المستثمرين المؤسسيين يميلون إلى تقليص مراكزهم في نهاية العام استعداداً لإعادة ترتيب محافظهم الاستثمارية، متوقعة أن تسيطر حالة من التقلب على السوق قبل انعقاد مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر المقبل، حيث ينتظر المستثمرون إشارات من الحكومة حول سياسات النمو وإنعاش الاقتصاد.
أداء هونج كونج
وفي المقابل، سجلت أسواق هونج كونج أداءً إيجابيًا، حيث ارتفع مؤشر هانغ سنغ للشركات الصينية بنسبة 1.2%، بينما صعد المؤشر العام بنفس البورصة بنسبة 1.4% ليغلق عند 25,577.88 نقطة. وجاءت مكاسب علي بابا على رأس الأسهم الداعمة للمؤشر بعدما قفز السهم بنحو 4% بدعم من إطلاق مساعدها الافتراضي Qwen المنافس لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الشبيهة بـ ChatGPT.
تأثير توقعات الفيدرالي
كما استفادت الأسواق الآسيوية من تصريحات عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جون ويليامز، الذي ألمح إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة "في المدى القريب"، ما عزز توقعات التيسير النقدي خلال اجتماع ديسمبر المقبل، ودعم شهية المخاطرة لدى المستثمرين في الأسواق العالمية.
