منال عوض: 21 مشروعًا مع «اليونيدو» لدعم الصناعة ونقل التكنولوجيا في مصر
شاركت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزيرة البيئة، في أعمال الدورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 23 إلى 27 نوفمبر 2025، بمشاركة رفيعة المستوى من وزراء ومسؤولين وخبراء من الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتنمية الصناعية المستدامة.
وتأتي مشاركة مصر في المؤتمر في توقيت يشهد تنامياً واضحاً في العلاقات المصرية السعودية، واتجاهاً متصاعداً نحو تعزيز الشراكات التنموية والاستثمارية بين البلدين، خاصة في مجالات الصناعة والتحول الاقتصادي والتنمية المستدامة. كما تعكس المشاركة اهتمام الدولة المصرية بالتعاون الاستراتيجي مع منظمة اليونيدو، وحرصها على تعظيم الاستفادة من البرامج والمبادرات التي تنفذها المنظمة داخل مصر لدعم القطاع الصناعي والتحول الأخضر.
وقالت الوزيرة الدكتورة منال عوض في تصريحات لها على هامش المؤتمر، إن التعاون بين الحكومة المصرية ومنظمة اليونيدو يسير بخطى متقدمة، ويمثل نموذجاً عالمياً للتعاون التنموي القائم على توظيف التقنيات الجديدة وتطوير الصناعات الوطنية وزيادة قدراتها التنافسية، انسجاماً مع مستهدفات رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصاد قادر على الابتكار ومواكبة التغيرات العالمية.
وأضافت وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزيرة البيئة أن اليونيدو تنفذ حالياً في مصر 21 مشروعاً بقيمة إجمالية تتجاوز 61 مليون دولار، تعمل في عدد من المحاور الحيوية المرتبطة بالنمو الصناعي المستدام ودعم الشركات وخاصة الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وتعزيز فرص وصولها إلى التمويل الميسر والأسواق العالمية وربطها بسلاسل التوريد الدولية، بما يرفع من قدرتها على المنافسة والنفاذ إلى الأسواق.
وتشمل هذه المشروعات أيضاً تطبيق تقنيات حديثة في القطاع الصناعي تشمل التحول الرقمي وتبني حلول الإنتاج النظيف وخفض الانبعاثات، إلى جانب برامج أخرى موجهة لتعزيز فرص التوسع في الاقتصاد الدائري، ولاسيما في مجال إدارة المخلفات الصناعية والبلاستيكية، من خلال تطوير قدرات مصانع التدوير ودعم المبادرات الهادفة لتقليل التأثير البيئي للأنشطة الإنتاجية وتحسين كفاءة الموارد.
كما أشارت الوزيرة إلى أن التعاون المصري مع اليونيدو يشمل كذلك برامج بارزة لدعم وتنمية الصناعات المرتبطة بالطاقة النظيفة والمتجددة، بما في ذلك المبادرات الخاصة بتشجيع استخدام الهيدروجين الأخضر في الصناعات المستقبلية، وهو ما يعد أحد المسارات الرئيسية التي تعمل عليها الدولة لتحقيق انتقال عادل نحو اقتصاد منخفض الكربون يدعم النمو ويوفر فرص عمل جديدة في الصناعات التكنولوجية الواعدة.
وأوضحت الوزيرة أن تمكين المرأة في القطاع الصناعي يمثل أحد محاور التعاون الرئيسية مع المنظمة، حيث تنفذ اليونيدو عدداً من المبادرات التي تستهدف دعم دور المرأة في سوق العمل الصناعي من خلال برامج تدريب وتأهيل وتمويل تشجع مشاركتها في الصناعات الصغيرة وريادة الأعمال الصناعية، وتوفير بيئة تسمح للنساء بتأسيس مشروعات إنتاجية قادرة على المنافسة.
وأكدت أن مشاركة مصر في هذه الدورة من المؤتمر تأتي في إطار حرص الحكومة على عرض التجربة المصرية في التنمية الصناعية المستدامة، وعلى الاطلاع على أفضل الممارسات الدولية والشراكات الممكنة لتعزيز تنافسية الصناعة الوطنية وجذب استثمارات نوعية توفر التكنولوجيا المتقدمة وتساهم في تحقيق النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
كما لفتت الوزيرة إلى أن المؤتمر يمثل منصة مهمة لتعزيز الحوار الدولي حول مستقبل الصناعة العالمية في ظل التطورات المتسارعة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتصنيع الذكي والتحولات البيئية والاقتصادية، ما يضع مسؤولية كبيرة على الحكومات والمنظمات الدولية للتعاون في وضع سياسات تضمن تحقيق نمو اقتصادي متوازن وعادل ومستدام.
ومن المقرر أن تشهد أعمال الدورة الحالية من المؤتمر مناقشة عدد من الوثائق والسياسات الخاصة بدعم برامج التحول الصناعي الأخضر، وتوسيع نطاق partnerships بين الدول الأعضاء، واستعراض التجارب الناجحة في التنمية الصناعية المستدامة، إضافة إلى عقد اجتماعات رفيعة المستوى بين الوفود المشاركة لتعزيز التعاون المشترك في القطاعات الصناعية ذات الأولوية.
