الأحد 23 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

مبيعات التجزئة تدفع الاقتصاد الأمريكي للنمو رغم مخاوف البطالة وارتفاع الأسعار

الأحد 23/نوفمبر/2025 - 09:59 ص
بانكير

تواصل مبيعات التجزئة الأمريكية لعب دور محوري في الحفاظ على زخم الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثالث من العام، رغم تصاعد المخاطر الاقتصادية وتراجع مستويات الثقة لدى المستهلكين، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار وتزايد المخاوف من أوضاع سوق العمل. وتشير توقعات الاقتصاديين إلى أن مبيعات التجزئة ستحقق نمواً بمعدل 0.4% خلال شهر سبتمبر، بعد أن ارتفعت بنسبة 0.6% في الشهر السابق، وفق متوسط تقديرات استطلاع بلومبرغ.

ومن المنتظر أن يصدر مكتب الإحصاء الأمريكي البيانات الرسمية يوم الثلاثاء، بعد تأجيلها لأكثر من شهر نتيجة الإغلاق الحكومي الذي عطّل نشر عدد من التقارير الرسمية الاقتصادية، ما زاد من حالة الضبابية لدى الشركات والمستثمرين وصنّاع السياسة المالية في واشنطن.

الطلب الاستهلاكي يقود النمو

وتشهد الولايات المتحدة خلال الأشهر الأخيرة صموداً لافتاً في الطلب الاستهلاكي الذي ظل المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي خلال الصيف والربع الثالث، في وقت بدأت فيه المخاوف تتزايد من تباطؤ وتيرة التوظيف في عدد من القطاعات الحيوية. وتشير بيانات صادرة عن شركة ADP إلى أن الشركات الأمريكية تخفض نحو 2,500 وظيفة أسبوعياً خلال شهر أكتوبر، وهو مؤشر إضافي على أن سوق العمل بدأ يفقد زخمه التدريجي بعد سنوات من التوسع القوي.

ويعتمد جانب كبير من الإنفاق الاستهلاكي الحالي على أصحاب الدخل المرتفع الذين استفادوا من المكاسب الكبيرة في أسواق الأسهم الأمريكية خلال العام 2025، ما عزز القوة الشرائية لهذه الفئة وقدرتها على الاستمرار في الإنفاق على السلع غير الأساسية، بما في ذلك الإلكترونيات والمنتجات الفاخرة والإنفاق الترفيهي. وفي المقابل، تعاني الطبقات متوسطة ومنخفضة الدخل من ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية، بما يشمل الغذاء والإسكان والطاقة وغيرها من الاحتياجات اليومية.

وتظهر بيانات حديثة لجامعة ميشيغان أن الأمريكيين لديهم نظرة تشاؤمية هي الأعلى تجاه وضعهم المالي الشخصي منذ عام 2009، كما يرون أن احتمالات فقدانهم لوظائفهم ترتفع إلى أعلى مستوياتها خلال خمس سنوات، في إشارة إلى أن المخاوف المعيشية بدأت تلقي بظلالها على قرارات الاستهلاك طويلة ومتوسطة الأجل.

أداء متفاوت داخل القطاع

وعلى مستوى شركات التجزئة الكبرى، أعلنت شركات مثل وولمارت (Walmart) وغاب (Gap) عن نتائج قوية خلال الربع الماضي بفضل قدرتها على جذب المتسوقين من الشرائح ذات الدخل المرتفع. وفي المقابل، حذّرت شركة هوم ديبو (Home Depot) من أن العديد من الأسر الأمريكية بدأت تؤجل مشاريع التجديد المنزلي والمشتريات الكبيرة نتيجة الضغوط المالية وعدم اليقين بشأن الوظائف.

وترافق هذه المؤشرات مع تحوّل استهلاكي واسع، حيث باتت المزيد من الأسر الأمريكية تتجه نحو شراء الضروريات فقط وتأجيل النفقات الثانوية، فيما تظهر البيانات أن الأمريكيين باتوا يستخدمون بطاقات الائتمان بمعدلات أعلى من السابق لتعويض الفجوة بين الدخول وتكاليف المعيشة.

بيانات اقتصادية مرتقبة

ويترقب المستثمرون والمسؤولون في الأسواق الأمريكية عدداً من البيانات الاقتصادية المهمة خلال الأسبوع المقبل، تشمل:

مؤشر أسعار المنتجين لشهر سبتمبر

طلبات السلع المعمرة

طلبات إعانات البطالة الأسبوعية

وتستبق هذه التقارير عطلة عيد الشكر ويوم الجمعة السوداء المعروف بأنه أكبر أيام التسوق في الولايات المتحدة، وما ينتج عنه عادة من حركة قوية في مبيعات التجزئة.

إضافة إلى ذلك، يصدر يوم الأربعاء المقبل تقرير “بيج بوك” من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي يغطي مؤشرات سوق العمل والنشاط الاقتصادي خلال شهري أكتوبر وأوائل نوفمبر. وتشير توقعات محللي بلومبرغ إيكونوميكس إلى أن التقرير سيكشف عن تراجع في التوظيف وضعف في زخم الإنفاق، في وقت بدأت فيه الشركات تتجه إلى خفض المصروفات والاعتماد على أتمتة التشغيل.

هل يخفض الفيدرالي الفائدة؟

ويرى محللو “بلومبرغ إيكونوميكس”، ومنهم آنا وونغ وستيوارت بول وإيليزا وينغر، أن الاقتصاد الأمريكي يعيش مرحلة هشة من التعافي، وأن الاحتياطي الفيدرالي “ربما يجب أن يتجه إلى خفض أسعار الفائدة في ديسمبر” لدعم سوق العمل ومنع انكماش الطلب الاستهلاكي قبل نهاية العام.

ويأتي ذلك في ظل مخاوف من أن يستمر ارتفاع أسعار الفائدة في الضغط على السلع المعمرة والأصول العقارية والإنفاق الأسري، ما قد يحدّ من زخم النمو الذي تحقق خلال الربع الثالث.