الخميس 20 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

وداعا للاستيراد.. مصر تصنع "البوابات الذكية" محليا لتأمين كافة مشاريع النقل الجديدة

الخميس 20/نوفمبر/2025 - 08:00 ص
البوابات الذكية
البوابات الذكية

في وسط الطفرة الكبيرة اللي بتحصل في قطاع النقل في مصر، من قطار سريع لمونوريل لأتوبيس BRT، كان لازم يبقى فيه صناعة محلية تواكب التطور ده.

وبدل ما مصر تفضل تعتمد على استيراد بوابات إلكترونية جاهزة من بره، حصل التحول وابتدت عملية تصنيع حقيقية للبوابات الذكية جوه البلد، لدرجة إن مصر دلوقتي بتنتج أنظمة كاملة بتتزرع في المترو والمطارات والمولات، وبجودة عالمية مية في المية.

قصة تصنيع البوابات الذكية في مصر بدأت من فكرة بسيطة: بدل ما كل مشروع نقل جديد يستورد بواباته الإلكترونية من بره بأسعار ضخمة، ليه لأ ما نعملها هنا؟ ومع توسع مصر في مشاريع النقل الضخمة خلال آخر أربع سنين، الفكرة دي بقت ضرورة مش رفاهية.

البداية كانت بشراكة مصرية سويدية، جمعت بين مصنع ABD التابع للهيئة العربية للتصنيع، وشركة Gunnebo العالمية، ومعاهم شركة TransIT الذراع التكنولوجي للنقل في مصر، الشراكة دي كانت حجر الأساس لأنها مش مجرد تجميع، لكن نقل تكنولوجيا كاملة.

أول خطوة كانت تصنيع أول نموذج بنسبة مكون محلي وصلت لـ 50%، وده مش رقم بسيط، لأن البوابات دي فيها ميكانيزم معقد، ووحدات تحكم، وسنسورز، وبرمجيات، يعني مشروع كامل ومع الوقت، مصر موقفتش عند النماذج، لكن انتقلت لمرحلة التصميم الكامل والتجميع والإنتاج بأكتر من شكل وحجم ونظام تشغيل، تناسب مترو، مطارات، منشآت حكومية، مولات، وكمان بوابات أمنية للمنافذ.

 

والمصانع بدأت تشتغل بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة: نظم تحكم إلكتروني متطورة، وبرمجيات دفع ذكي، واتصال مباشر بمنصات التحكم، وده خلى المنتج المصري مش بس بديل لا، ده بقى منافس قوي لمنتجات عالمية، وبسعر مناسب للسوق المحلي والإقليمي.

يعني نقطة التحول الكبيرة حصلت في معرض النقل الذكي 2025 لما اتوقع الشراكة الجديدة بين ABD وTransIT لتصنيع بوابات الأتوبيس الترددي السريع BRT اللي هتشتغل على الطريق الدائري، البوابات دي من الجيل الأحدث: تتحمل حرارة وأتربة وشمس ومطر، ومضادة للتخريب، وتشتغل بأنظمة دفع QR وNFC والكارت الموحد، كل ده، وفي نفس الوقت مربوطة بأنظمة ITS اللي بتدير الحركة الذكية.

والفكرة هنا مش مجرد بوابة ده مدخل كامل لمنظومة نقل جديدة تشبه المترو، بحيث كل راكب يدخل بمحطة دفع مسبق، وده اللي بيدي سرعة ونظام للـBRT.

ومع توسع مصر في القطار السريع والمونوريل والخط الرابع للمترو، الطلب على البوابات الذكية بقى ضخم، وهنا ظهرت رؤية الهيئة العربية للتصنيع: إن مصر مش بس هتغطي احتياجاتها ده كمان في نية إنها تبدأ تصدر للدول العربية والإفريقية وده طبيعي، لأن السوق الإقليمي محتاج حلول جاهزة وأسعار معقولة، ومصر دلوقتي عندها القدرة إنها تقدم ده.

يعني التحول الحقيقي اللي حصل إن مصر انتقلت من "مستهلك" لتكنولوجيا البوابات الذكية إلى "منتج" و"مصمم" ليها، ولو فضلت الصناعة ماشية بنفس الوتيرة، السنين الجاية ممكن نشوف خط إنتاج كامل للبوابات المصرية وهي بتتركب في دول الجوار.

يعني باختصار مصر ماشيه بخطوات ثابتة في طريق توطين التكنولوجيا، والبوابات الذكية مجرد مثال واضح على إن اللي جاي أكبر وإن مشاريع النقل الجديدة مش بس مباني وقطارات، دي كمان صناعة وفرصة ضخمة للاقتصاد.