مدبولي: الضبعة ليست مشروع كهرباء فقط بل استثمار في مستقبل مصر التكنولوجي
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا مهمًا اليوم مع السيد أليكسي ليخاتشوف، المدير العام للمؤسسة الحكومية الروسية للطاقة النووية "روسـاتوم"، والوفد المرافق له، وذلك على هامش الاحتفالية الرسمية الخاصة بتركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة النووية. حضر الاجتماع المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور شريف حلمي، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، إلى جانب السفير جيورجي بوريسينكو، سفير روسيا الاتحادية لدى مصر.
وفي مستهل اللقاء، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن ترحيبه بالمسؤول الروسي والوفد المرافق له، مؤكدًا حرص الحكومة المصرية على المتابعة الدقيقة والمستمرة لمعدلات تنفيذ المشروع النووي المصري في الضبعة، لما يمثله من خطوة تاريخية في مسيرة الدولة نحو تحقيق أمن الطاقة وتعزيز قدرة مصر على توليد الكهرباء من مصادر آمنة ومستدامة. وأكد مدبولي أن المشاركة الرفيعة في الاحتفالية تعكس اهتمامًا كاملًا من أعلى مستويات الدولة بسرعة ودقة تنفيذ الأعمال وفق أعلى المعايير الدولية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة الأولى للمحطة يأتي بالتزامن مع الاحتفال بالعيد السنوي الخامس للطاقة النووية في مصر، والذي يوافق 19 نوفمبر من كل عام، وهو الاحتفال الذي جاء إحياءً لذكرى توقيع الاتفاقية الحكومية مع روسيا الاتحادية في عام 2015 لإنشاء أول محطة نووية سلمية لتوليد الكهرباء على الأراضي المصرية. وهي اتفاقية تعد نقطة تحول في مسار الطاقة الوطني، حيث تمثل مشروعًا استراتيجيًا يتجاوز حدود توليد الكهرباء ليصبح أحد ركائز تحقيق مستهدفات رؤية مصر 2030.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مشروع الضبعة النووي ليس مجرد مشروع بنية تحتية، بل يمثل استثمارًا مباشرًا في مستقبل مصر الاقتصادي والصناعي والتكنولوجي، لافتًا إلى أن ما يمثله المشروع من نقل خبرات ومعرفة نووية إلى الأجيال الجديدة من المهندسين والخبراء المصريين يعد قيمة لا تقل أهمية عن إنتاج الكهرباء نفسه. وأضاف أن "الضبعة" ستسهم عند اكتمالها في تعزيز مزيج الطاقة الوطني، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتحقيق الاستدامة اللازمة لتنمية الاقتصاد على المدى الطويل.
ومن جانبه، أوضح المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن الاجتماع تناول مستجدات مراحل التنفيذ المختلفة للمشروع، وذلك في إطار الحرص المتبادل بين الجانبين على دفع وتيرة العمل ومواصلة تحقيق تقدم ملحوظ في باقي المراحل الإنشائية والتشغيلية. كما تطرق الاجتماع إلى التعاون في برامج التدريب ونقل المعرفة، حيث تمت مناقشة آليات توسيع برامج إعداد الكوادر المصرية في المعاهد العلمية والمراكز الفنية التابعة لمؤسسة "روساتوم"، بهدف رفع كفاءة العاملين المصريين وضمان الجاهزية التشغيلية مع دخول المفاعلات الخدمة خلال السنوات المقبلة.
وأضاف الحمصاني أن الاجتماع شهد أيضًا تأكيدًا مشتركًا على أهمية تسريع وتيرة التنفيذ خلال المرحلة المقبلة، مع الالتزام الكامل بالمعايير الدولية للجودة والسلامة النووية. كما تمت الإشارة إلى أن التعاون المصري الروسي في هذا المشروع الحيوي يعكس مستوى شراكة استراتيجية طويلة المدى تستند إلى الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة بين البلدين.
واختتم رئيس الوزراء الاجتماع بالتأكيد على استمرار الدعم الكامل من الدولة المصرية لهذا المشروع العملاق، مؤكدا أن الحكومة لن تدخر جهدًا في إزالة أي معوقات قد تعطل مسار التنفيذ، وأن محطة الضبعة ستكون نموذجًا إقليميًا يحتذى به في التكنولوجيا النووية السلمية.
