بعد ارتفاع وارداتها خلال 2025.. كيف نجحت السيارات الصينية في كسب ثقة المستهلك المصري؟
فرضت السيارات الصينية حضورها بقوة في السوق المصري خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، بعدما اعتلت قائمة مبيعات السيارات الملاكي بإجمالي وصل إلى 35,409 مركبات، هذا الصعود اللافت يأتي مدفوعًا بمعدل نمو كبير بلغ 71.7% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس تحولا في تفضيلات المستهلك المصري واتساعا لرقعة انتشار العلامات الصينية.
78.6 % ارتفاعًا في مبيعات السيارات الصينية
وتزامن هذا التفوق مع موجة نشاط واسعة يشهدها سوق السيارات بشكل عام، حيث ارتفع إجمالي المبيعات بجميع الفئات بنسبة 78.6% منذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر، وفق الاتجاهات الجديدة التي تسود السوق المحلي.
إجمالي مبيعات السيارات اليابانية
في مسار متوازي، واصلت السيارات اليابانية تعزيز مبيعاتها بعدما سجلت 24,521 مركبة، محققة نموًا نسبته 34.2% مقارنة بعام 2024، أما السيارات الكورية فجاءت ثالثًا بإجمالي 15,717 مركبة، مستفيدة من زيادة بلغت 47.6%.
السيارات الأمريكية تحقق مبيعات 13,857 مركبة
وتشهد العلامات الأوروبية انتعاشًا استثنائيًا، إذ قفزت مبيعاتها إلى 13,857 مركبة مقابل 4,792 وحدة في العام السابق، بنسبة نمو 189%، بينما حققت السيارات الأمريكية طفرة غير مسبوقة، بعدما ارتفع حجم مبيعاتها من 599 مركبة فقط إلى 5,025 مركبة، بنسبة نمو مذهلة وصلت إلى 738%.

أما السيارات الهندية فدخلت المنافسة بشكل محدود مسجلة 419 مركبة، بعد غياب تام عن المبيعات في الفترة المقابلة من العام الماضي.
وتشير بيانات "أميك" إلى أن السوق المصري واصل زخمه خلال سبتمبر 2025، حيث ارتفعت مبيعات الملاكي بنسبة 57.4% لتصل إلى 11.9 ألف سيارة مقارنة بـ 7.5 ألف سيارة في سبتمبر 2024.
كما صعد إجمالي مبيعات السيارات، بما يشمل الملاكي والأتوبيسات والشاحنات، إلى 15.2 ألف مركبة، بمعدل نمو بلغ 59.8% على أساس سنوي.
كشف رأفت مسروجة، الرئيس السابق لمجلس معلومات سوق السيارات «الأميك»، أن الزيادة الكبيرة في واردات السيارات الصينية، والتي تخطت 35 ألف مركبة وفقًا لبيانات الأميك، تعود بصورة رئيسية إلى اتساق أسعارها مع إمكاناتها الفعلية، في وقت تشهد فيه الأسواق ارتفاعات غير مبررة لأسعار عدد من العلامات الأخرى في وقت سابق.
وقال مسروجة، إن المستهلك المصري اتجه خلال الفترة الماضية إلى السيارات الصينية لأنها «الأكثر واقعية في التسعير»، مقارنة بالسيارات الأوروبية والآسيوية والأمريكية التي وصف أسعارها بـ« غير المتوازنة»، مشيرًا إلى أن الفارق الواضح في الأسعار دفع شريحة كبيرة من المشترين إلى تفضيل الطرازات الصينية باعتبارها تقدم قيمة أعلى مقابل ما تقدمه من تجهيزات.
وأضاف الرئيس السابق لمجلس معلومات سوق السيارات «الأميك»، في تصريحات خاصة، أن التحسن المستمر في جودة السيارات الصينية خلال السنوات الأخيرة لعب دورًا مهمًا في تغيير نظرة المستهلك، مؤكدًا أن الشركات الصينية خرجت من مرحلة التجارب إلى مرحلة المنافسة الفعلية عبر تقديم طرازات متعددة تواكب احتياجات السوق المصري.
وأشار مسروجة، إلى أن الصين «ماضية بقوة في تطوير سيارات البنزين والهجين»، ما يجعلها أكثر قدرة على تلبية متطلبات الأسواق الخارجية، ومنها السوق المحلي، الذي شهد تحولًا كبيرًا في أنماط الشراء خلال العامين الماضيين.
وأكد، أن ما يحدث في السوق اليوم ليس مجرد زيادة أرقام، بل تغير في تفضيلات المستهلك الذي بات يبحث عن منتج يجمع بين السعر المناسب والجودة المقبولة، وهي المعادلة التي أتقنتها العلامات الصينية مؤخرًا.


