الإثنين 17 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

بتكوين تمحو مكاسبها السنوية مع انحسار الحماسة تجاه دعم ترمب للعملات المشفّرة

الإثنين 17/نوفمبر/2025 - 09:30 ص
سعر بيتكوين اليوم
سعر بيتكوين اليوم

محَت عملة بتكوين مكاسبها التي تجاوزت 30% منذ بداية العام، لتعود إلى ما دون مستويات الإغلاق المسجّل في نهاية العام الماضي، وسط تراجع واضح في حماسة المستثمرين تجاه تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الداعمة للأصول الرقمية، وتزايد الضبابية الاقتصادية العالمية.

وشهدت العملة الرقمية الأكبر في السوق هبوطًا لافتًا يوم الأحد إلى ما دون 93,714 دولارًا، بعد أكثر من شهر على بلوغها أعلى مستوى تاريخي وصل إلى 126,251 دولارًا في السادس من أكتوبر. وجاء هذا التراجع بعد أيام قليلة من تصريحات مفاجئة لترمب حول الرسوم الجمركية، أدخلت الأسواق في موجة اضطراب جديدة وأثارت مخاوف من تشديدات تجارية قد تضرب الأصول عالية المخاطر.

وعلى الرغم من تقليص الخسائر الطفيفة مع تداول بتكوين عند 94,869 دولارًا صباح الإثنين في سنغافورة، فإن الحركة الإجمالية للسوق تشير إلى حالة عزوف واضحة عن المخاطرة. وقال ماثيو هوغان، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بيتوايز أسيت مانجمنت، إن العملات المشفرة كانت "جرس الإنذار" الذي عكس تغيّر شهية المستثمرين تجاه الأصول الخطرة.

انسحاب المستثمرين الكبار وتراجع التدفقات المؤسسية

المؤسسات الاستثمارية، التي كانت على مدى العام الماضي العمود الفقري لشرعية بتكوين ودعم أسعارها، تراجعت عن ضخّ التدفقات بوتيرة ملموسة. فبعد أن جذبت صناديق المؤشرات المتداولة ما يفوق 25 مليار دولار ورفعت أصولها إلى نحو 169 مليار دولار، شهدت الأسابيع الماضية انسحابًا هادئًا من كبار المستثمرين، وخصوصًا المخصّصين لصناديق المؤشرات والشركات التي تحتفظ بالعملة كأصل استراتيجي.

وشكّلت هذه التدفقات سابقًا رافعة قوية لمنح بتكوين مكانة كأداة لتنويع المحافظ والتحوّط ضد التضخم والفوضى السياسية. إلا أن هذا السرد، الذي بدا هشًا في الأصل، بدأ يتفكّك مجددًا مع الضغوط المتزايدة على السوق.

وقال جيك كينيس، كبير المحللين في منصة نانسن، إن موجة البيع الحالية ناتجة عن مزيج من جني الأرباح وتراجع التدفقات المؤسسية والضبابية الاقتصادية وتصفيات المراكز المموّلة بالديون، ما دفع السوق إلى اتجاه هبوطي مؤقت بعد فترة طويلة من الاستقرار.

تأثيرات مباشرة على الشركات المرتبطة بالعملة

وتأثرت شركات التكنولوجيا المالية المرتبطة بالعملة بشدة، وعلى رأسها شركة ستراتيجي التابعة لمايكل سايلور، التي اشتهرت بتحويل جزء كبير من ميزانيتها إلى استثمارات في بتكوين. إذ اقترب سعر سهم الشركة من نقطة التكافؤ مع قيمة حيازاتها من العملة، في مؤشر يعكس تراجع استعداد المستثمرين لدفع علاوة مقابل نماذج الشراء الممول بالديون.

وتُبرز هذه التطورات أن السوق لم تتعافَ بعد من الانهيار المفاجئ الذي شهدته في أكتوبر عقب إعلان ترمب عن رسوم جمركية جديدة، والذي تسبب بموجة تصفيات قياسية.

العملات الأصغر تتلقى الضربة الأشد

العملات الرقمية الأقل سيولة كانت الأكثر تأثرًا، إذ هبط مؤشر ماركت فيكتور الذي يقيس أداء النصف الأدنى من أكبر 100 أصل رقمي بنسبة 60% منذ بداية العام. ويعكس هذا التراجع حالة التشاؤم السائدة بين مستثمري التجزئة، الذين يخشون تكرار انهيارات سابقة تجاوزت 50%.

ويرى كريس ويستون، رئيس الأبحاث في بيبرستون غروب، أن الضرر النفسي الذي أصاب كبار المتداولين خلال موجة البيع الأخيرة لا يزال عائقًا أمام عودة الزخم، وأن السوق تحتاج إلى وقت وضغط صعودي مستمر لاستعادة الثقة.

أما كريس نيوهاوس، مدير الأبحاث في شركة إيرغونيا المتخصصة في التمويل اللامركزي، فيقول إن المشهد العام يكشف عن "تشکّك واسع تجاه ضخّ رأس المال، وغياب محفزات صعود طبيعية" في المرحلة الحالية.