لماذا يضاعف المركزي المصري مخزونه من الذهب؟.. 780 أونصة في شهر واحد
في وقت العالم كله فيه قلق وأسواق الدنيا مقلوبة، البنك المركزي المصري ماشي بخطة هادية وواضحة .. خطة عنوانها: “الدهب أمان”.
وفعلاً، المركزي بقى يزود احتياطي الدهب بتاعه شهر ورا التاني بشكل لافت، وكأنه بيبني حائط صد يحمي الاقتصاد من أي هزة أو مفاجأة .. آخرهم كان في شهر أكتوبر اللي فات، لما فجأة لقى الناس إن المركزي ضاف 780 أونصة مرة واحدة، خطوة مش جاية صدفة، ولا مجرد شراء عادي، دي سياسة كاملة معمولة بحساب.
تعالى نحكي القصة من أولها
المركزي المصري بقاله فترة واضحة إنه واخد اتجاه “الملاذ الآمن”، وده معنى بسيط: يقلل من الأصول اللي ممكن تتقلب قيمتها بسبب الدولار أو الفايدة، ويرفع من الأصول اللي بتثبت في وش العواصف وعلى رأسها الدهب.
وخلال أكتوبر بس، زود مخزونه بـ 780 أونصة جديدة، ووصل إجمالي اللي في خزنة البنك لـ أكتر من 4.142 مليون أونصة، ولو رجعنا لأول السنة هنلاقي إنه خلال أول 10 شهور بس، اشترى حوالي 63 ألف أونصة .. ده رقم كبير، ويدل على إن الموضوع مش “شراء والسلام”، لأ دي خطة محسوبة وطويلة المدى.

طب السؤال هنا: ليه الدهب؟
هقولك .. لأن الدهب ببساطة هو الأصل اللي مابيخونش، مهما الدنيا اتلخبطت، ومهما العملات نزلت وطلعت، الدهب دايمًا واقف ثابت بياخد قيمته مع الوقت، وده مهم جدًا في احتياطيات أي دولة لأنه بيزود الثقة .. البنك المركزي لما يكون مخزّن دهب كتير، المؤسسات الدولية بتقول: “تمام، البلد دي عندها أصل صلب، مش معتمدة بس على الدولار أو السندات".
والحقيقة إن زيادة رصيد الدهب كان ليها أثر مباشر على الاحتياطيات الدولية لمصر، اللي لأول مرة في تاريخها تخطت 50 مليار دولار، وده رقم ضخم بيدي رسالة للعالم إن مصر ماشية في اتجاه استقرار مالي أقوى.
بس الموضوع مش بس قيمة، كمان فاعلية .. لما المركزي يكون معاه دهب كتير، يقدر يدير ملف النقد الأجنبي براحته، من غير ضغط كبير على السوق، ومن غير ما يضطر يدخل كل شوية يشيل أو يحط دولارات، يعني ببساطة: كل ما الدهب يزيد، مرونة الدولة في مواجهة الأزمات بتعلى.
وبعدين في نقطة تانية مهمة: العالم كله دلوقتي في حالة توتر، حروب، أسعار طاقة، أسعار فوايدة، وحتى عملات كبيرة بقت بتتهزعلشان كده معظم البنوك المركزية في كذا دولة ابتدت تجمع دهب، ومصر واحدة من الدول اللي ماشية بقوة في الاتجاه ده، لدرجة إنها بقت من أعلى 20 بنك مركزي في العالم من حيث مشتريات الدهب خلال 2025.
طب ده يفيدنا في إيه على المدى الطويل؟
يفيد إن التصنيف الائتماني لمصر ممكن يتحسن لأن الاحتياطي بقى “أصل قوي”، مش مجرد أرقام حسابات بالدولار، اللي ممكن قيمته تتغير، كمان يقلل اعتماد البلد على الاقتراض، ويقلل الحساسية تجاه أي تغير في الأسواق العالمية.
يعني من الاخر المركزي المصري بيلعبها صح .. بيبني احتياطي دهب يكون زي "شبكة أمان”، يشيل البلد في وقت الشدة، ويدي صورة قوة واستقرار في الأوقات العادية، و780 أونصة في شهر ده مجرد جزء صغير في خطة أكبر بكتير، وخطواتها واضحة، دهب أكتر، مخاطرة أقل، واحتياطي أقوى.

