البريد الأمريكي يسجل خسائر بـ9 مليارات دولار في 2025 رغم تحسن الإيرادات
أعلنت هيئة البريد الأمريكية (USPS) اليوم الأحد عن تسجيل خسائر مالية بقيمة 9 مليارات دولار أمريكي خلال السنة المالية 2025، مسجلة بذلك تحسنًا طفيفًا قدره 500 مليون دولار مقارنة بالعام المالي السابق. وأوضح المسؤولون أن هذا التحسن جاء نتيجة ارتفاع الإيرادات وانخفاض بعض نفقات التشغيل، رغم التحديات المستمرة التي تواجه الهيئة في ظل تغير أنماط الاستخدام البريدية والتحول الرقمي المتسارع.
وأشار التقرير المالي السنوي للهيئة إلى أن الإيرادات الإجمالية ارتفعت خلال السنة المالية 2025، مدفوعة بزيادة في خدمات الطرود والبريد السريع، التي شهدت نموًا ملحوظًا نتيجة الارتفاع المستمر في التجارة الإلكترونية. وقد ساهمت هذه الإيرادات الإضافية في تخفيف حجم الخسائر مقارنة بالعام الماضي، لكنها لم تكن كافية لتعويض التكاليف التشغيلية الكبيرة المرتبطة بالصيانة والبنية التحتية والعمالة.
تحديات مستمرة
رغم التحسن النسبي في الإيرادات، يواجه البريد الأمريكي عددًا من التحديات الهيكلية والمالية، بما في ذلك انخفاض حجم البريد التقليدي، وزيادة تكاليف الوقود والطاقة، بالإضافة إلى التزامات التقاعد والتأمين الصحي للموظفين. وقد أكدت الهيئة أن هذه العوامل تلعب دورًا رئيسيًا في استمرار تسجيل الخسائر، وتؤثر على قدرة USPS على تحقيق الربحية على المدى الطويل.
وأوضح المسؤولون أن الهيئة تعمل على تعزيز الكفاءة التشغيلية من خلال تحديث أسطول النقل، وتطوير الأنظمة الرقمية لتسهيل متابعة الطرود، وتحسين خدمات التوصيل، إضافة إلى مراجعة السياسات المالية للتقليل من النفقات غير الضرورية، بما يسهم في الحد من العجز المستقبلي.
جهود التحول الرقمي
تسعى USPS إلى التحول الرقمي وتوسيع خدماتها الإلكترونية لمواكبة تغير سلوك المستهلكين الذين يعتمدون بشكل متزايد على البريد السريع والتجارة الإلكترونية. وأكدت الهيئة أنها بصدد إطلاق عدد من المبادرات لتحسين خدمات تتبع الطرود، وتسريع عمليات التسليم، ورفع مستوى رضا العملاء، بما يسهم في زيادة الإيرادات على المدى المتوسط والطويل.
كما أشارت الهيئة إلى أنها تستثمر في التكنولوجيا الحديثة والبنية التحتية الذكية لتقليل التأخيرات، وتحسين كفاءة العمليات، ودعم خدمات التوصيل في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء.
التوقعات المستقبلية
ويشير المسؤولون إلى أن USPS تتوقع استمرار تحديات مالية هيكلية، لكنها تسعى لتحقيق استدامة مالية جزئية من خلال زيادة الإيرادات وتخفيض التكاليف، مع التركيز على تطوير خدمات الطرود والتوصيل السريع. ويظل دور البريد الأمريكي حيويًا في دعم التجارة الإلكترونية والخدمات الحكومية، وهو ما يجعل الهيئة عنصرًا أساسيًا في الاقتصاد الأمريكي رغم الصعوبات المالية.
