الكويت: 37% من الباحثين عن عمل يفضلون القطاع الخاص
كشفت إحصائية صادرة عن الهيئة العامة للقوى العاملة في الكويت أن نحو 37% من إجمالي المواطنين الباحثين عن عمل المسجلين لدى الهيئة منذ بداية العام وحتى منتصف نوفمبر الجاري، يفضلون العمل في القطاع الخاص، فيما يفضل الباقون الوظائف الحكومية التقليدية. وتشير البيانات إلى أن عدد الباحثين عن عمل المسجلين لدى الهيئة تجاوز 6200 مواطن خلال الفترة المذكورة.
وأوضحت الإحصائية أن تفضيل القطاع الخاص يعكس تغيرات في توجهات القوى العاملة الكويتية، حيث يسعى الباحثون عن عمل للحصول على فرص تتسم بالمرونة، وبيئة عمل أكثر ديناميكية، بالإضافة إلى احتمالية تحقيق مكاسب مالية أعلى مقارنة بالوظائف الحكومية. وتشير الدراسات إلى أن الشباب بشكل خاص يميلون إلى الوظائف في الشركات الخاصة والمؤسسات العالمية، لما تقدمه من برامج تطوير مهني وفرص للارتقاء الوظيفي.
القطاع الخاص والوظائف المرنة
أظهرت البيانات أن قطاع الخدمات والتجارة والتقنية يحتل المرتبة الأولى بين القطاعات التي يفضلها الباحثون عن عمل، في حين يتجه عدد أقل من المواطنين إلى الوظائف الحكومية التقليدية التي تقدم عادة استقرارًا وظيفيًا ومزايا تقاعدية. وتعتبر هذه الاتجاهات مؤشراً على زيادة الاهتمام بالمهارات التقنية والابتكار وريادة الأعمال بين المواطنين الباحثين عن فرص عمل جديدة.
وأكدت الهيئة العامة للقوى العاملة أن الطلب على الوظائف في القطاع الخاص يرتبط أيضًا بمحاولات الحكومة الكويتية لتشجيع تشغيل المواطنين في هذا القطاع، بما يتماشى مع السياسات الرامية إلى تنويع سوق العمل وتقليل الاعتماد على الوظائف الحكومية. ومن بين الإجراءات المتخذة لدعم هذا التوجه، برامج تدريبية للشباب، ومبادرات تحفيزية لتوظيف المواطنين في القطاع الخاص، بالإضافة إلى تحسين بيئة العمل.
تحديات الباحثين عن العمل
رغم الاهتمام المتزايد بالقطاع الخاص، تواجه القوى العاملة الكويتية عدة تحديات، من أبرزها مطابقة المهارات مع احتياجات السوق، وتوفير فرص عمل متاحة في القطاعات التي تشهد نموًا مستدامًا. كما تسعى الحكومة إلى تعزيز برامج التدريب المهني والتقني لضمان قدرة المواطنين على المنافسة في سوق العمل المحلي والدولي.
وأشار خبراء إلى أن هذه التوجهات تعكس تغير الثقافة المهنية بين الشباب الكويتي، حيث أصبح الاهتمام بالخبرات العملية والمرونة الوظيفية عاملاً رئيسياً في اختيار الوظائف، إلى جانب البحث عن رواتب وحوافز مجزية تتماشى مع التكاليف المعيشية المتزايدة.
تطلعات مستقبلية
تسعى الكويت من خلال هذه البيانات إلى تطوير استراتيجيات سوق العمل، بما يدعم التوظيف في القطاع الخاص، ويحفز المواطنين على اكتساب مهارات حديثة تلبي احتياجات الاقتصاد الوطني المتنوع. ويعكس هذا التحليل أهمية تفعيل برامج التدريب والتأهيل المهني وربطها مباشرة بفرص العمل المتاحة في القطاعات الخاصة التي تشهد طلبًا متزايدًا على القوى البشرية الماهرة.
