ثورة مصرية في علاج السرطان.. إنتاج دواء موجه بسعر 19 ألف جنيه
أكد الدكتور أشرف حاتم، رئيس الجمعية المصرية لاقتصاديات الصحة، أن مصر تشهد طفرة حقيقية في مجال صناعة الأدوية الموجهة لعلاج الأورام، موضحا أن هذا النوع من الدواء يمثل قفزة علمية كبيرة لأنه يستهدف الخلايا السرطانية فقط دون الإضرار ببقية خلايا الجسم، مما يقلل الأعراض الجانبية الحادة النفسية والجسدية التي يعانيها مرضى السرطان عادة مع العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
وأضاف حاتم، أن الأدوية الموجهة تعد تكنولوجيا دقيقة جدا، إذ تعمل على استهداف الخلايا المصابة بالسرطان فقط، وتترك باقي خلايا الجسم سليمة، وهو ما يجعل آثارها الجانبية محدودة للغاية، لكنها في المقابل مرتفعة السعر عالميًا.
وأشار إلى أن أحد المصانع الوطنية الكبرى في مصر، بدأ بالفعل إنتاج ثلاثة أنواع من هذه الأدوية، تشمل علاج سرطان الرئة وسرطان الثدي وسرطان الدم (اللوكيميا)، موضحًا أن المصنع سيضيف خلال فترة قصيرة نحو 20 دواءً موجّهًا جديدًا.
سعر الدواء المستورد لسرطان الرئة
وكشف أن سعر الدواء المستورد لسرطان الرئة كان يبلغ نحو 250 ألف جنيه شهريًا، وهو مبلغ يفوق قدرة أي مواطن، بينما ينتج المصنع المصري نفس الدواء بسعر 19 ألف جنيه فقط وفقًا لتسعيرة هيئة الدواء المصرية، وهو ما يتيح للدولة إدراجه ضمن بروتوكولات التأمين الصحي والعلاج على نفقة الدولة.
وتابع: وهذا الفارق الضخم في التكلفة لا يعني فقط إتاحة الدواء للمواطن، بل يعني أن الدولة أصبحت قادرة على تحمل تكلفة العلاج دون ضغط على موازنة الصحة.
الدواء الموجه.. علاج فعّال وفرصة للشفاء الكامل
وأكد أن الأدوية الموجهة ليست مسكنات، بل علاجات جذرية يمكن أن تحقق الشفاء الكامل في حال الاكتشاف المبكر للمرض.
والسرطان ليس مرضًا مزمنًا كما يعتقد البعض، والاكتشاف المبكر يمنح المريض فرصة للشفاء التام، أو ما يُعرف بمفهوم العيش خمس سنوات دون عودة الورم.
وأوضح أن هذه النوعية من العلاجات الحديثة تخلو من الأعراض الجانبية المرهقة كفقدان الشعر، وضعف الكبد والكلى، أو الحروق الجلدية الناتجة عن العلاج الإشعاعي، ما يمنح المريض جودة حياة أفضل أثناء فترة العلاج وبعدها.
إنتاج 22 مليون عبوة سنويًا وتصدير للأسواق العالمية
وأشار إلى أن المصنع الجديد يمتلك طاقة إنتاجية تصل إلى 60 ألف عبوة يوميًا، أي ما يعادل 22 مليون عبوة سنويًا، معتمدًا على أحدث خطوط الإنتاج الحاصلة على الاعتماد الأوروبي، مما يتيح تصدير منتجاته إلى الأسواق الإفريقية والعربية وبعض الدول الأوروبية.
وأضاف أن مصر تمتلك اليوم ما بين 10 إلى 12 شركة وطنية كبرى في مجال الدواء، قادرة على إنتاج وتصدير أدوية بجودة عالمية، مؤكدًا أن الدولة والبرلمان يعملان على تشجيع المستثمرين الوطنيين الجادين في هذا القطاع الحيوي.
