كيف اقتربت مصر من الاكتفاء الذاتي في تصنيع الأدوية؟
اقتربت مصر من تحقيق واحدة من أهم أهدافها الاستراتيجية في قطاع الرعاية الصحية، بعدما ارتفع معدل الاكتفاء الذاتي من الدواء إلى نحو 91%، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا.
وتواصل الدولة تنفيذ برامج وخطط طموحة لزيادة هذه النسبة خلال السنوات المقبلة، عبر توطين المزيد من المواد الخام، والتوسع في تصنيع الأدوية الحيوية محليًا، وجذب استثمارات صناعية جديدة، إلى جانب دعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص، بما يعزز قدرات مصر الإنتاجية ويفتح آفاقًا أكبر للتصدير.
نجاحات تعزز الثقة الدولية
أوضحت تقارير دولية أن مصر أصبحت لاعبًا مهمًا في هذا القطاع، حيث توقعت وكالة "فيتش سوليوشنز" نمو صادرات الدواء المصرية بنسبة 39% خلال السنوات الأربع المقبلة، ليصل حجمها إلى 466.5 مليون دولار في عام 2029، كما أشادت منظمة الصحة العالمية بحصول مصر على مستوى النضج الثالث في تنظيم الأدوية واللقاحات، وهو إنجاز لم تحققه أي دولة إفريقية أخرى.
طفرة في الإنتاج المحلي
كما بلغ عدد مصانع المستحضرات الصيدلية البشرية والعشبية والبيطرية والمواد الخام في مصر 179 مصنعًا، بينما ارتفعت نسبة الاكتفاء الذاتي من الأدوية إلى 91.3%، يُنتج 93% منها عبر القطاع الخاص.

ونجحت مصر في القضاء على أزمة نواقص المستحضرات الطبية بنسبة تصل إلى 98%، مع توفير مخزون استراتيجي من المواد الخام يكفي لثلاثة أشهر، وفي جانب التصدير، ارتفعت صادرات الدواء بنسبة 65.6% خلال خمس سنوات لتسجل 447.1 مليون دولار في 2024، بعد أن كانت 270 مليون دولار في 2019، ووصلت المنتجات المصرية إلى أكثر من 147 دولة حول العالم.
مدن ومشروعات عملاقة

وتعد مدينة الدواء المصرية "جيبتوفارما" واحدة من أهم مشروعات الدولة في هذا القطاع فقد بدأت إنتاجها الفعلي في 2021 بطاقة 100 مليون عبوة سنويًا، ويستهدف أن تصل هذه الطاقة إلى 200 مليون عبوة في 2025، كما يساهم القطاع الخاص بدور بارز في النمو، ومن أبرز الشركات "إيبيكو" التي تنتج أكثر من 400 مستحضر دوائي، وتمثل صادراتها نحو 25% من إجمالي صادرات مصر من الدواء.
