الذهب يتخطى 4 آلاف دولار للأوقية مع ترقب الأسواق لإنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي
ارتفعت أسعار الذهب خلال التعاملات الآسيوية، اليوم الاثنين، لتتجاوز حاجز 4 آلاف دولار للأوقية للمرة الأولى على الإطلاق، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي وسط متابعة المستثمرين عن كثب لتطورات مفاوضات الكونجرس الأمريكي لإنهاء الإغلاق الحكومي المستمر منذ عدة أسابيع.
وأظهرت البيانات أن المعدن النفيس شهد مكاسب حادة في الأسواق الفورية والمستقبلية، مع تراجع مؤشر الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية، ما عزز جاذبية الذهب كأصل ملاذ آمن، لا سيما في ظل استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة.
وأشار خبراء أسواق المعادن إلى أن ارتفاع الذهب جاء نتيجة تزايد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل مخاوف المستثمرين من التأثيرات المحتملة للإغلاق الحكومي على الاقتصاد الأمريكي وسلاسل الإمداد العالمية. وأضافوا أن تجاوز السعر حاجز 4 آلاف دولار يمثل مستوى قياسي جديد للمعدن النفيس ويعكس قوة التحوط ضد المخاطر الجيوسياسية والتقلبات في أسواق العملات.
كما لفت المحللون إلى أن المستثمرين يترقبون الخطوات النهائية للكونجرس الأمريكي، حيث يُنظر إلى إقرار اتفاق تمويلي مؤقت كعامل رئيسي قد يحد من ارتفاع الذهب مؤقتًا مع عودة شهية المخاطرة إلى الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات المرتبطة بالنمو الاقتصادي.
وفي الوقت نفسه، استمر الطلب على الذهب الفيزيائي والمجوهرات في الأسواق الآسيوية، خاصة في الهند والصين، ما عزز المكاسب السعرية للمعادن النفيسة. كما شهدت العقود الآجلة للذهب نشاطًا ملحوظًا، مع دخول صفقات جديدة تحسبًا لأي تقلبات محتملة في أسعار الفائدة الأمريكية التي تؤثر مباشرة على تكلفة الاحتفاظ بالذهب.
وأضاف الخبراء أن تراجع الدولار الأمريكي بفعل احتمالات إنهاء الإغلاق الحكومي دفع المستثمرين نحو الذهب، حيث أصبح المعدن النفيس أكثر جاذبية مقارنة بالعملات الورقية، مؤكدين أن الأسواق العالمية تراقب أي إشارات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن سياسات الفائدة المقبلة بعد عودة عمل الحكومة.
ويُذكر أن الإغلاق الحكومي الأمريكي الحالي هو الأطول منذ عقود، وقد أثر على جزء كبير من الاقتصاد الفيدرالي، ما دفع الأسواق العالمية إلى التحوط عبر الذهب والأصول الآمنة، مع توقعات بمزيد من التقلبات السعرية خلال الأيام المقبلة حتى حسم الأزمة السياسية في واشنطن.
