أسعار الذهب ترتفع مع تراجع ثقة المستهلك الأمريكي وسط توقعات بخفض الفائدة
ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين لليوم الثاني على التوالي، مع استمرار المخاوف بشأن أداء الاقتصاد الأمريكي وتوقعات السوق المحتملة لخفض أسعار الفائدة، في ظل تقدم مفاوضات إنهاء الإغلاق الحكومي الذي طال أمده.
وتداولت سبائك الذهب فوق مستوى 4070 دولاراً للأونصة، مسجلة ارتفاعاً بنحو 2%، بعد أن أنهت الأسبوع الماضي من دون تغيّر يُذكر. ويأتي هذا الارتفاع على الرغم من تراجع المعدن النفيس بنحو 8% منذ منتصف أكتوبر، حيث كان الذهب قد سجل مستوى قياسياً فوق 4380 دولاراً للأونصة. ورغم هذا التراجع، فإن أسعار الذهب لا تزال مرتفعة بنحو 50% منذ بداية العام، مدعومة بالضبابية الاقتصادية والجيوسياسية وشراء البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد.
وأظهرت بيانات اقتصادية حديثة أن مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي انخفض إلى مستويات قريبة من أدنى مستوياتها التاريخية، مع تراجع توقعات المستهلكين بسبب الإغلاق الحكومي وارتفاع الأسعار، ما عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن. وقال محللون ماليون إن ضعف مؤشر الثقة يُشير إلى استمرار المخاطر الاقتصادية قصيرة المدى، ما يزيد من احتمالات تدخل البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة لتعزيز النمو.
وتشير المصادر إلى أن الإغلاق الحكومي الأمريكي القياسي يقترب من نهايته، بعد موافقة عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين المعتدلين على دعم اتفاق لإعادة فتح الحكومة، مما قد يخفف بعض الضغوط على الأسواق، لكنه لا يزال يشكل عامل ضغط على الدولار ويزيد الطلب على الذهب.
وارتفع الذهب الفوري بنسبة 1.8% ليصل إلى 4071.55 دولار للأونصة، فيما استقر مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري دون تغييرات كبيرة. كما شهدت المعادن النفيسة الأخرى مكاسب ملحوظة، حيث صعدت الفضة بنسبة 2.4%، بينما حقق البلاتينوم والبلاديوم مكاسب أيضًا، مدعومة بالتحولات الاقتصادية العالمية وتذبذب أسواق العملات.
وأوضح خبراء في المعادن الثمينة أن الارتفاع الأخير للذهب يعكس تزايد أهمية المعدن كأداة للتحوط ضد المخاطر، سواء المرتبطة بالاقتصاد الأمريكي أو بالتوترات الجيوسياسية العالمية، لا سيما مع استمرار عمليات شراء الذهب من قبل البنوك المركزية في آسيا وأوروبا، واهتمام المستثمرين الأفراد بالمعدن النفيس كأصل آمن في أوقات عدم اليقين.
ويرى المحللون أن تذبذب الذهب خلال الفترة المقبلة سيظل مرتبطاً بتطورات السياسة النقدية الأمريكية، والتوترات الدولية التي تؤثر على الأسواق المالية، بالإضافة إلى أي بيانات اقتصادية جديدة قد تؤثر على توقعات التضخم والنمو. ومع استمرار هذه العوامل، يتوقع أن يستمر الذهب في أداء متقلب لكنه يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن في الأسواق العالمية.
