أسعار النفط ترتفع وسط ترقب لتقارير "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية
ارتفعت أسعار النفط العالمية يوم الاثنين، مع تحسن معنويات المستثمرين بفعل احتمال التوصل إلى اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، بينما يترقب المتعاملون صدور بيانات وتقارير مهمة من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية، والتي من المتوقع أن تقدم مؤشرات حول حالة المعروض العالمي واحتمالات الفائض في السوق.
وتداول خام برنت فوق مستوى 63 دولارًا للبرميل، مقتربًا من 64 دولارًا، بعد أسبوعين متتاليين من التراجع، في حين تجاوز خام غرب تكساس الوسيط مستوى 60 دولارًا للبرميل، مدعومًا بتحسن معنويات الأسواق والأسهم العالمية والسلع الأساسية.
وأكد خبراء أن الارتفاع جاء نتيجة توقعات بانتعاش الطلب النفطي العالمي بعد التخفيف التدريجي من الإغلاق الحكومي الأميركي، بالإضافة إلى ترقب الأسواق لتقارير أوبك ووكالة الطاقة الدولية المقررة هذا الأسبوع، حيث تصدر أوبك تقريرها الشهري يوم الأربعاء، فيما تنشر وكالة الطاقة الدولية تقريرها السنوي، يليه ملخصها الشهري يوم الخميس.
ورغم هذا التحسن، تواجه أسعار النفط ضغوطًا من عدة عوامل أبرزها المخاوف بشأن فائض المعروض العالمي، خصوصًا مع زيادة الإنتاج من قبل المنتجين خارج تحالف أوبك+، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى جانب تخفيف أوبك+ لقيود الإنتاج التي بدأت منذ الأشهر الماضية، مع تجميد الزيادة المقررة للربع الأول من العام المقبل.
كما تؤثر العقوبات الأميركية على روسيا في حركة الأسعار، حيث استهدفت واشنطن شركتي "روسنفت" و"لوك أويل" للضغط على موسكو لإنهاء الصراع في أوكرانيا، في حين حصلت المجر على إعفاء جزئي من هذه القيود بسبب اعتمادها على الإمدادات الروسية. هذا المزيج من العوامل خلق حالة من التردد بين المتعاملين، الذين يفضلون الانتظار قبل دفع الأسعار بقوة نحو أي اتجاه محدد.
وذكر كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة "بيبرستون غروب"، أن تحركات الأسعار كانت بطيئة ومحدودة النطاق يوميًا، مع استمرار المتعاملين في تقييم تأثير البيانات الاقتصادية المقبلة على السوق النفطية، خصوصًا مع توقعات استمرار فائض المعروض العالمي جزئيًا في الأشهر القادمة.
ويرى محللون أن خطة أوبك لتجميد زيادات الإنتاج في الربع الأول من 2026 قد تساعد في تخفيف بعض الضغوط السلبية على الأسعار، لكنها قد لا تكون كافية لموازنة الأسواق في ظل استمرار زيادة الإنتاج من قبل المنتجين غير الأعضاء في التحالف.
وبالتالي، يتوقع أن يشهد سوق النفط تقلبات حادة خلال الأسبوعين القادمين، مع صدور تقارير أوبك ووكالة الطاقة الدولية، حيث يسعى المستثمرون لفهم حجم الفائض أو العجز المتوقع في المعروض العالمي، وتأثيره على الأسعار على المدى القصير والمتوسط.
