عودة بنوك أمريكية كبرى لتخزين الذهب تشير إلى استمرار الأسعار المرتفعة
عادت بنوك أمريكية كبرى، أبرزها "سيتي جروب" و"جي بي مورجان تشيس"، إلى تقديم خدمات تخزين الذهب وسط ارتفاع الطلب واستمرار مستويات الأسعار المرتفعة، في خطوة تعكس اعتقادها بأن الارتفاع الحالي للذهب ليس ظاهرة مؤقتة.
ويعد تخزين الذهب نشاطًا مكلفًا للغاية، سواء من حيث الخدمات اللوجستية أو الأمن، لكنه أصبح مربحًا جدًا للبنوك، خاصة مع تزايد الاستثمار في السبائك والعملات المعدنية. وتستفيد البنوك من رسوم التخزين كنسبة مئوية من قيمة السبائك، ما يغطي سلسلة القيمة بالكامل ويحقق هامش ربح كبير.
وأكد تقرير مجلس الذهب العالمي للربع الثالث من 2025 استمرار ارتفاع الطلب على الذهب، حيث بلغ إجمالي المشتريات 1313 طنًا، مع زيادة بنسبة 17% في الاستثمار بالسبائك والعملات المعدنية على أساس سنوي. كما سجلت البنوك المركزية زيادة في حيازاتها بنسبة 28% خلال الفترة نفسها، مما يعكس استمرار الثقة في الذهب كأصل تحوطي ومخزن للقيمة.
ومنذ الأزمة المالية العالمية، أصبحت إدارة الذهب مجالًا مقصورًا على البنوك الكبرى نظرًا لمتطلبات البنية التحتية، والقدرة التنظيمية، والميزانيات العمومية الضخمة اللازمة لفصل ممتلكات العملاء وتأمينها. وتبرز نيويورك كمركز متزايد الأهمية لتخزين الذهب، إلى جانب لندن التقليدية، خاصة مع التغيرات الجمركية الأخيرة والاهتمام المتزايد بخدمات المقاصة والتحويل.
وفي حين شهد الذهب تراجعًا بنسبة تقارب 10% مؤخرًا، إلا أن أسعار المعدن النفيس لا تزال أعلى بكثير مقارنة بمستوياتها قبل عامين، مما يعزز عودة البنوك الكبرى إلى هذا النشاط. ويمثل تخزين الذهب جزءًا من استراتيجيات إدارة الثروات وتحقيق الأرباح، حيث تستفيد البنوك من الإيرادات الناتجة عن تقديم خدمات مخصصة للعملاء الراغبين في الاحتفاظ بالمعدن النفيس بأمان.
ويعتبر الذهب اليوم سوقًا خارج البورصة، مع اعتماد المعاملات بشكل كبير على التعاملات بين البنوك المركزية والمستثمرين الكبار، ما يحافظ على جاذبيته كأصل ثابت في ظل التذبذبات الاقتصادية وأسعار الفائدة المرتفعة.
