العملات الرقمية تتراجع.. «بيتكوين» تفقد 3.5% من قيمتها في أكتوبر
سجلت عملة «بيتكوين»، العملة الرقمية الأكبر في العالم من حيث القيمة السوقية، أول خسارة شهرية لها في شهر أكتوبر منذ عام 2018، لتنهي سلسلة مكاسب متتالية استمرت سبع سنوات خلال هذا الشهر الذي كان يوصف تقليديًا بين المتداولين بـ"شهر الحظ السعيد" للعملة المشفرة.
فقد تراجعت «بيتكوين» بنحو 3.5% خلال شهر أكتوبر لتستقر قرب مستوى 66 ألف دولار بنهاية تعاملات الشهر، بعد أن كانت قد تجاوزت حاجز 72 ألف دولار في منتصف الشهر بدعم من موجة شراء مؤقتة قادها المستثمرون الأفراد وبعض صناديق التحوط الرقمية، قبل أن تتراجع مع نهاية الشهر تحت ضغط عمليات بيع واسعة لجني الأرباح وارتفاع الدولار الأمريكي.
ويعد هذا التراجع نهاية لسلسلة مكاسب شهرية متواصلة لعملة بيتكوين خلال أكتوبر منذ عام 2018، وهو الشهر الذي كان يشهد عادة ارتفاعات قوية بسبب عودة السيولة إلى الأسواق الرقمية بعد الصيف، وتزايد الإقبال على الأصول عالية المخاطر. إلا أن هذا العام شهد تحولًا في مزاج المستثمرين، نتيجة ارتفاع عوائد السندات الأمريكية وتشديد السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.
ووفقًا لتقرير المحللة الاقتصادية أماني محسن، فإن الضغوط البيعية جاءت مدفوعة أيضًا بعودة المستثمرين المؤسسيين إلى أسواق الأسهم، حيث فضلوا الاستفادة من ارتفاع المؤشرات الأمريكية إلى مستويات قياسية على خلفية التوقعات بخفض أسعار الفائدة في منتصف 2026، مما قلل شهية المخاطرة تجاه العملات المشفرة.
وأشارت التقارير إلى أن القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة تراجعت إلى نحو 2.37 تريليون دولار بنهاية أكتوبر، مقارنة بنحو 2.48 تريليون دولار في نهاية سبتمبر، في حين فقدت «بيتكوين» ما يقرب من 120 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال الشهر، لتستقر عند حدود 1.3 تريليون دولار تقريبًا.
ورغم هذا التراجع، يرى محللون أن بيتكوين ما زالت في مسار تصحيحي طبيعي بعد الارتفاعات القوية التي شهدتها خلال الربع الثالث من العام، مؤكدين أن مستويات الدعم الرئيسية قرب 64 ألف دولار تمثل منطقة حاسمة لتحديد الاتجاه المقبل للعملة.
وتوقع خبراء سوق العملات الرقمية أن تؤدي التحركات التنظيمية الجديدة في الولايات المتحدة وأوروبا إلى زيادة الضغوط على العملات المشفرة في المدى القصير، لكنهم أكدوا أن الاعتماد المتزايد على تقنيات البلوك تشين وتوسع المؤسسات في تبني الأصول الرقمية قد يحد من أي هبوط حاد محتمل.
وأضاف التقرير أن المستثمرين يترقبون أيضًا تطورات ملفات صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المرتبطة ببيتكوين والإيثريوم، والتي ينتظر أن تُحدث تغيرًا نوعيًا في هيكل السوق إذا ما تمت الموافقة عليها بالكامل من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، خاصة أن هذه الصناديق ستسمح للمؤسسات الكبرى بالاستثمار المباشر في الأصول الرقمية.
وأشار الخبراء إلى أن تباطؤ الزخم الصعودي في بيتكوين خلال أكتوبر لا يعني انتهاء دورة الصعود الحالية، بل يمثل استراحة فنية للسوق بعد موجة من المكاسب القوية تجاوزت 40% منذ بداية العام.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن أداء «بيتكوين» في نوفمبر سيكون محوريًا لتحديد ما إذا كانت العملة ستستعيد مكانتها كأصل استثماري صاعد، أو ستواصل التراجع وسط تذبذبات حادة تعكس حالة الحذر بين المستثمرين العالميين.
- بيتكوين
- العملات الرقمية
- الأصول المشفرة
- الخسائر الشهرية
- الأسواق العالمية
- الدولار الامريكى
- الفيدرالي الأمريكي
- التضخم
- صناديق المؤشرات المتداولة
- البلوك تشين
- أماني محسن
- سوق الكريبتو
- القيمة السوقية
- الاستثمار الرقمي
- التكنولوجيا المالية
- الاقتصاد العالمى
- الأصول عالية المخاطر
- أكتوبر 2025
- تذبذب الأسواق
- العملات البديلة
