قادة "أبيك" يتفقون على تعزيز التجارة والاستثمار في مواجهة التحولات الاقتصادية العالمية
اتفق قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) خلال اجتماعاتهم المنعقدة اليوم السبت في مدينة جونجو الكورية، على ضرورة تطوير منظومات التجارة والاستثمار بما يضمن تحقيق مكاسب مشتركة ومتوازنة لجميع الدول الأعضاء، في ظل التحديات الاقتصادية المتصاعدة التي يشهدها العالم.
وأكد القادة، خلال البيان الختامي لاجتماعهم، التزام اقتصادات المنتدى الـ21 بمواصلة العمل نحو بناء نظام تجاري مفتوح وعادل وشفاف، يعزز التكامل الإقليمي ويدعم سلاسل الإمداد العالمية، وذلك لمواجهة تداعيات التباطؤ الاقتصادي والتحولات الجيوسياسية والتكنولوجية المتسارعة.
وشدد البيان على أهمية التعاون في تطوير أطر التجارة الرقمية وتسهيل الاستثمار في القطاعات الناشئة، بما في ذلك الاقتصاد الأخضر والتقنيات المتقدمة والطاقة المتجددة، بهدف تحقيق نمو مستدام وشامل في المنطقة. كما دعا القادة إلى زيادة التنسيق بين السياسات الوطنية لضمان استقرار الأسواق وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول، في كلمته الافتتاحية، إن منتدى "أبيك" يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي، مؤكدًا أن التعاون الإقليمي هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات المشتركة مثل التغير المناخي وتقلبات الأسواق والاضطرابات في سلاسل الإمداد. وأضاف أن كوريا الجنوبية ستواصل دعم الجهود الرامية إلى تعزيز التجارة الحرة وتشجيع الاستثمارات في المجالات التكنولوجية والرقمية.
من جانبه، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى حماية العولمة الاقتصادية من النزعات الحمائية، مؤكدًا أن التعاون هو الخيار الأفضل لضمان التنمية المستدامة. كما أشار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى ضرورة تعزيز أمن الطاقة والغذاء في المنطقة، مع التركيز على تطوير الابتكارات العلمية كركيزة للنمو المستقبلي.
وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن دعم بلاده الكامل لمبادرات "أبيك" الهادفة إلى تحقيق الازدهار المشترك، مشددًا على أهمية الشفافية والمنافسة العادلة في الأنشطة التجارية والاستثمارية. كما رحب بتوجه المنتدى نحو توسيع الشراكات مع الاقتصادات النامية في آسيا والمحيط الهادئ.
وذكرت التقارير الاقتصادية الصادرة على هامش القمة أن حجم التجارة بين دول المنتدى يمثل أكثر من 60% من الناتج الإجمالي العالمي، ما يجعل من "أبيك" أحد أبرز التكتلات الاقتصادية المؤثرة في رسم ملامح النظام التجاري الدولي.
ويُتوقع أن تسهم التوصيات الصادرة عن القمة في دفع المفاوضات المتعلقة بإصلاح منظمة التجارة العالمية، وتعزيز آليات التمويل المشترك للمشروعات التنموية في مجالات البنية التحتية والابتكار الرقمي، بما يدعم جهود تحقيق الاستقرار والنمو في المنطقة خلال السنوات المقبلة.
