ترامب: اتفاق مبدئي مع بكين يشمل تخفيض رسوم الفنتانيل إلى 10%
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، عن خفض الرسوم الجمركية المفروضة على واردات مادة الفنتانيل من الصين إلى 10%، وذلك عقب محادثاته الأخيرة مع الرئيس الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية، في خطوة جديدة تعكس رغبة واشنطن في تخفيف التوترات التجارية مع بكين وتعزيز التعاون في ملف مكافحة تجارة المواد الأفيونية.
وأوضح ترامب، في تصريحات للصحفيين على متن طائرة الرئاسة خلال عودته من جولته الآسيوية، أن القرار يأتي ضمن ما وصفه بـ"مرحلة جديدة من التعاون العملي" بين الولايات المتحدة والصين، تهدف إلى تحقيق توازن بين الأمن الصحي القومي والمصالح التجارية المشتركة. وأضاف أن خفض الرسوم الجمركية يهدف إلى تشجيع الحكومة الصينية على تشديد الرقابة على تصدير الفنتانيل ومكوناته الكيميائية، التي كانت محورًا رئيسيًا في المفاوضات بين الجانبين خلال الأشهر الماضية.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن بلاده تتطلع إلى تعزيز الحوار الاقتصادي الشامل مع الصين، لا سيما في مجالات المعادن النادرة والتكنولوجيا المتقدمة والزراعة، مؤكدًا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تدخل مرحلة "إعادة بناء الثقة" بعد سنوات من الاحتكاك التجاري. وقال ترامب: "توصلنا إلى تفاهم مشترك حول أهمية العمل معًا لمواجهة المخاطر العالمية، سواء كانت في مجال الصحة العامة أو سلاسل الإمداد أو الأمن الصناعي."
وكانت واشنطن قد فرضت، خلال السنوات الماضية، رسومًا جمركية مرتفعة على عدد من السلع الصينية تجاوزت نسبتها 60% في بعض الفئات، في إطار ما عرف بـ"الحرب التجارية" بين أكبر اقتصادين في العالم. إلا أن الإدارة الأمريكية الحالية بدأت مؤخرًا اتباع نهج أكثر مرونة يهدف إلى إعادة ضبط العلاقات التجارية بما يخدم استقرار الاقتصاد العالمي.
ويُعتبر الفنتانيل، وهو مسكن أفيوني قوي يفوق المورفين بنحو 50 مرة من حيث الفعالية، أحد أبرز أسباب أزمة الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة خلال العقد الأخير. وقد وجهت واشنطن مرارًا اتهامات إلى شركات صينية بتوريد مركبات كيميائية تُستخدم في تصنيع الفنتانيل داخل الأسواق الأمريكية. وفي المقابل، أكدت بكين مرارًا التزامها بالمعايير الدولية لمكافحة المخدرات وتعهدت بتوسيع التعاون مع الولايات المتحدة في هذا الملف.
ويرى خبراء الاقتصاد أن قرار خفض الرسوم إلى 10% يمثل إشارة سياسية مهمة من واشنطن إلى استعدادها للتهدئة الاقتصادية مع بكين، خصوصًا في ظل مساعي الرئيس ترامب لتعزيز موقعه داخليًا قبيل الانتخابات المقبلة. كما يتوقع محللون أن ينعكس القرار إيجابًا على الأسواق المالية، التي تترقب تفاصيل الاتفاق التجاري الجديد بين الجانبين.
من جانبها، رحبت مصادر في وزارة التجارة الصينية بالخطوة الأمريكية، ووصفتها بأنها "خطوة بناءة نحو تعزيز الثقة المتبادلة"، مؤكدة أن بكين ملتزمة بالعمل على "تحقيق بيئة تجارية عادلة ومستقرة" تخدم مصالح الطرفين.
ويأتي هذا التطور في ظل تنامي التقارب الاقتصادي والسياسي بين واشنطن وبكين، بعد قمتهما الأخيرة في سيول، التي تناولت ملفات التجارة، وسلاسل الإمداد، والطاقة، بالإضافة إلى التنسيق الأمني في المحيط الهادئ.
