النفط يحافظ على مكاسبه بدعم من تفاؤل الأسواق بمحادثات بكين وواشنطن
استقرت أسعار النفط في التعاملات المبكرة من يوم الخميس، محافظة على معظم مكاسبها السابقة، وسط تفاؤل المستثمرين بمحادثات التجارة المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين في كوريا الجنوبية، والتي يأمل السوق أن تُسهم في تهدئة التوترات التجارية العالمية وتعزيز آفاق النمو الاقتصادي.
وبحلول الساعة 00:32 بتوقيت غرينتش، تراجع خام برنت 3 سنتات أو ما يعادل 0.05% ليُسجل 64.89 دولار للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 11 سنتاً أو 0.18% إلى 60.37 دولار للبرميل. ورغم هذا التراجع الطفيف، فإن الخامين حافظا على مكاسبهما القوية التي تحققت في الجلسة السابقة، مدعومين بتفاؤل الأسواق تجاه اللقاء المنتظر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.
ويُعقد اللقاء بين الزعيمين اليوم الخميس في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية، على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك). وتترقب الأسواق بشدة نتائج هذا الاجتماع الذي قد يضع الأساس لتفاهمات جديدة بين أكبر اقتصادين في العالم بعد سنوات من النزاع التجاري الذي أثّر سلباً في حركة التجارة العالمية والطلب على الطاقة.
وقال ترامب في تصريحات له مساء الأربعاء إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الصين يتضمن خفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية مقابل التزام بكين بالحد من تصدير المواد الأولية المستخدمة في تصنيع مخدر الفنتانيل، الذي تسبب في أزمة صحية حادة بالولايات المتحدة.
وجاءت التطورات السياسية والاقتصادية متزامنة مع قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية، ليواصل توجهه نحو سياسة نقدية أكثر مرونة، وهو ما انعكس إيجاباً على معنويات المستثمرين في أسواق السلع والطاقة.
وقال كلاوديو غاليمبرتي، كبير الاقتصاديين في شركة «ريستاد إنرجي»، إن «قرار الفيدرالي يعكس تحولاً في سياسته من التشديد إلى التيسير التدريجي، ما يمنح دفعة قوية للسلع المرتبطة بالنشاط الاقتصادي، وعلى رأسها النفط». وأضاف أن تحسّن السيولة وتراجع تكاليف التمويل قد يدعمان الطلب الصناعي خلال الأشهر المقبلة، خصوصاً إذا نجحت بكين وواشنطن في كبح التصعيد التجاري.
وفي الجلسة السابقة، ارتفع خام برنت بمقدار 52 سنتاً، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط 33 سنتاً، بدعم من بيانات أمريكية أظهرت تراجعاً أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام والوقود، مما عزز التفاؤل بانتعاش الطلب.
ووفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، انخفضت مخزونات الخام بمقدار 6.86 مليون برميل لتصل إلى 416 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 24 أكتوبر، مقارنة بتوقعات المحللين الذين رجحوا تراجعاً بنحو 211 ألف برميل فقط.
ويرى محللون أن استمرار هذا الاتجاه في انخفاض المخزونات، بالتزامن مع استقرار الإنتاج وتنامي الآمال بانفراج تجاري، قد يُبقي أسعار النفط مدعومة في المدى القريب. ومع ذلك، يبقى الحذر مسيطراً على المستثمرين في ظل حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية الأمريكية وتداعياتها على الاقتصاد العالمي.
وتُجمع تقديرات المؤسسات المالية على أن التوصل إلى اتفاق ملموس بين بكين وواشنطن من شأنه أن يُعزز الطلب العالمي على الطاقة، ويعيد التوازن إلى الأسواق التي شهدت تقلبات حادة خلال العام الجاري.
