قفزات تاريخية وأسعار محصلتش قبل كده.. إيه اللي بيحصل في سوق الدهب؟
هو إيه اللي بيحصل بالظبط في سوق الدهب؟ وهل الزيادة الجنونية اللي شفناها في أسعار المعدن النفيس دي ليها مبرر حقيقي؟ والأهم من كل ده.. هل الدهب لسه ملاذ آمن نقدر نحط فيه فلوسنا ولا بقينا قدام فقاعة ممكن تنفجر في أي لحظة؟
الدهب سجل مستويات قياسية جديدة تاريخية مؤخرًا وده جه بعد فترة بسيطة من إعلان البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قراره بخفض سعر الفايدة الأساسي بربع نقطة.
و في علم الاقتصاد خفض الفايدة بيقلل العائد على الدولار وبالتالي بيخلي الاستثمار فيه أقل جاذبية للمستثمرين الدوليين.. لما الدولار بيضعف المستثمرين بيجروا بسرعة على الأصول البديلة اللي بتعتبر ملاذ آمن.
وده بيعمل طلب ضخم على الدهب اللي هو أفضل أصل للتحوط ضد ضعف العملات.
قرار الفيدرالي بعت رسالة قوية للأسواق مفادها إن البنك المركزي الأمريكي بدأ رسميًا في دورة تيسير نقدي وده بيدعم بشكل مباشر توقعات ارتفاع الدهب على المدى الطويل.
مش بس كده.. لكن توقعات الأسواق كلها بتتجه نحو المزيد من التخفيضات في سعر الفايدة خلال الشهور اللي جاية وده بيخلي شهية المستثمرين تزيد تجاه شراء الدهب بكميات كبيرة قبل ما السعر يطير أكتر.
الزيادة في أسعار الدهب مش متوقفة بس على قرارات الفيدرالي لكن فيه عوامل تانية بتدعم قوته العالمية بشكل مستمر أبرز العوامل دي هو التوترات الجيوسياسية المستمرة في مناطق مختلفة من العالم وده بيخلي المؤسسات والبنوك المركزية تفضل إنها تحول جزء كبير من احتياطاتها المالية لدهب بدلًا من الاحتفاظ بيها في شكل سندات حكومية ممكن تتأثر بالصراعات.
كمان الطلب المستمر من البنوك المركزية الكبرى وبالذات من دول زي الصين وروسيا لزيادة احتياطاتها من المعدن الأصفر بيعتبر محرك أساسي لارتفاع الأسعار.. البنوك دي بتشتري بكميات مهولة وده بيقلل المعروض العالمي بشكل كبير وبيزود الضغط على الأسعار عشان تفضل في مسارها الصاعد وده بيثبت إن الدهب هو عملة الثقة العالمية اللي مابتتأثرش بقرارات أو سياسات دولة واحدة.
أما على الصعيد المحلي في مصر فأسعار الدهب عندنا بتزيد بشكل موازي للارتفاع العالمي لكن بتبقى مدفوعة بعوامل داخلية أقوى بكتير.. أولها فيه علاقة مباشرة بين سعر الدهب محليًا وسعر صرف الدولار في السوق، سواء كان سوق رسمي أو موازي.
وأي حركة في سعر الدولار بتنعكس فورًا على سعر جرام الدهب.
وتاني حاجة المواطن المصري بيشوف الدهب هو الحصن الأخير لحماية مدخراته من موجات التضخم اللي بتطحن القوة الشرائية للجنيه المصري.
الإقبال على شراء السبائك والعملات الذهبية بيزيد بشكل هستيري في فترات الغموض الاقتصادي وده بيخلق طلب داخلي ضخم وبيخلي التجار يسعروا الدهب على أعلى سعر متوقع للدولار وبالتالي بتوصل الأسعار عندنا لأرقام قياسية بتفوق الزيادة العالمية بكتير.
نيجي لأهم سؤال.. إيه هي التوقعات لسوق الدهب في الأيام اللي جاية؟
معظم المحللين الاستراتيجيين بيتوقعوا إن الدهب لسه فيه كتير خاصةً وإننا لسه في بداية دورة التخفيف النقدي من الفيدرالي الأمريكي.
وطول ما البنوك المركزية بتخفض الفايدة وطول ما فيه قلق جيوسياسي التوقعات هتفضل صاعدة.
و المتوقع إن سعر الأونصة العالمية ممكن يكسر حاجز 5 الاف دولار في المدى القريب وده هيأثر بشكل كبير على الأسعار المحلية ويزودها أكتر.
الخبراء بينصحوا إن أي هبوط يحصل في الأسعار حتى لو كان بسيط ومؤقت يعتبر فرصة كويسة للشراء لكن طبعًا لازم المستثمر يكون حذر ويوزع محفظته الاستثمارية بشكل كويس.
