سعر الحديد تحت الضغط مع اهتزاز مستوى الدعم عند 100 دولار وسط تراكم المخزونات الصينية
تراجع سعر خام الحديد خلال تعاملات اليوم الجمعة، متأثراً بضغوط على أرباح مصانع الصلب الصينية نتيجة ضعف الطلب وتراكم المخزونات بعد ارتفاع واردات الصين إلى مستويات قياسية الشهر الماضي. ووفقاً لبيانات بلومبرغ، هبطت العقود المستقبلية لمادة صناعة الصلب الرئيسية بنسبة 1.4% لتصل إلى 103.20 دولار للطن في سوق سنغافورة، متجهة نحو تسجيل ثاني انخفاض أسبوعي لها.
وأشار تقرير صادر عن "بلومبرغ إنتليجنس" إلى أن مستوى الدعم النفسي لخام الحديد عند 100 دولار للطن يواجه تحديات كبيرة في الربع الرابع، نظراً لانخفاض الاستثمارات الصينية في الأصول الثابتة وتراجع ربحية مصانع الصلب، ما يعكس هشاشة أساسيات السوق. وأضاف التقرير أن التصحيح في أسعار الصلب الصينية دفع المصانع إلى تسجيل خسائر جديدة، ما يفاقم الضغوط على السوق ويزيد من صعوبة الحفاظ على الاستقرار السعري للحديد.
تراكم المخزونات يضغط على السوق
أظهرت بيانات صادرة عن شركة الاستشارات الصينية "مايستيل" (Mysteel) ارتفاع مخزون خام الحديد لدى المصانع والموانئ الصينية، بعد أن سجلت الواردات الصينية مستويات قياسية الشهر الماضي. ويُتوقع أن يبدأ قريباً إنتاج أول شحنة من خام مشروع "سيماندو" العملاق في غينيا، ما قد يزيد من وفرة الإمدادات ويضغط مجدداً على الأسعار.
وأكدت شركة "بي إم آي" (BMI) التابعة لمجموعة "فيتش" في مذكرة بحثية أن ارتفاع المخزونات دفع مصانع الصلب في البر الرئيسي الصيني إلى تقليص مشترياتها، مما يعكس تباطؤ الطلب على الخام. وتراجعت العقود المستقبلية لخام الحديد في سنغافورة بنسبة 0.9% لتصل إلى 103.75 دولار للطن عند الساعة 12:31 ظهراً بالتوقيت المحلي، فيما انخفضت العقود المستقبلية المقوّمة باليوان في بورصة داليان، إلى جانب عقود الصلب في شنغهاي.
المعادن الأساسية تتراجع أيضاً
لم يقتصر التراجع على الحديد، إذ قلّصت المعادن الأساسية مكاسبها التي تحققت خلال الأسبوع في بورصة لندن للمعادن، حيث انخفض سعر الألمنيوم بنسبة 0.2% بعد أن أغلق الخميس عند أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات، كما تراجع سعر النحاس بنفس النسبة. ويرى محللون أن هذا الانخفاض جاء نتيجة توقعات ضعيفة للطلب العالمي وتباطؤ الاستثمار في الصناعات الأساسية، ما يعكس تأثيرات ضعف النمو الاقتصادي على أسواق المعادن.
وتعكس هذه التطورات هشاشة أسعار المواد الأساسية في مواجهة تقلبات العرض والطلب، خاصة مع تزايد المخزونات الصينية وتباطؤ مشاريع البنية التحتية والاستثمارية التي تعتمد على الحديد والمعادن الأساسية. ويترقب المستثمرون صدور بيانات اقتصادية جديدة من الصين والأسواق العالمية لتقييم المسار القادم للأسعار خلال الربع الأخير من 2025.
